والجواب: أن هذا أبلغ؛ لأنه يفيد أنهم أنصاره، وزيادة اعتصامهم باللَّه، ويدل عليه قولهم: (آمنا باللَّه وأشهد بأنا مسلمون) أي حصَّلنا الإِيمان، وأشهد بأنا متصفون بشرائعه من الصلاة، والحج، وغير ذلك من شرائعهم، وقال في سورة المائدة (بأننا) ، بنونين.
وأجاب الفخر: بأن تلك جاءت على الأصل غير مخففة؛ لأنه أول كلام الحواريين؛ لأنه أخبر فيها عن الله بقوله: (وإذ أوحيت إلى الحواريين) .
وهذه حكاية عيسى أنه سألهم فأقروا له بمثل ما كانوا أقروا به لله تعالى، فحذفوا النون من ذلك اختصارًا.
64 - (سواءٍ بيننا وبينكم. .) . نقل أبو حيان هنا عن سيبويه أنه أجاز إتيان الحال من النكرة، ولم يبين أين ذكره في"كتابه"، وكلامه يدل على أنه يجوز عنده؛ لأنه قال في"باب المنصوبات": ويقول: قمت حسناً"فالأظهر في"حسنا"أنه حال من المصدر المقدَّر."
فإن قيل: كيف يصح إتيان الحال منه، وهو نكرة؟!.