فهرس الكتاب
الصفحة 278 من 429

فإن قلت: الخطاب للَّه تعالى، وهو عالم بكل شيء فلِمَ أكدوا إيمانهم بـ (أن) ؟!./

فالجواب أن المخاطب إذا لم يكن مُنْكِرًا، ولا ظهرت عليه مخايل الإِنكار، وبموضع الخطاب من ينكر فإنه يؤكد.

فإن قلت: لمَ عبر عن قولهم بالمضارع فقال: (الذين يقولون) وقال: وقيل: (للذين اتقوا. .) بلفظ الماضي؟.

فالجواب: أن المطلوب تحصيل التقوى فأتى بها بصيغة المضي إشعارًا بتأكد الأمر بها، والمبادرة إلى فعلها كأنها واقعة. والدعاء المطلوب أسند: لأمته لكثرة الذنوب فهو مأمور بتكرر الاستغفار منها في كل وقت. وأيضا فالإِيمان وقع منهم في الماضي لقولهم: (آمنا) ، ونقول التقوى هي تفسير الإِيمان.

واختلف القرويون: هل يجوز أن يقول الإِنسان:"أنا مؤمن، أو لابد أن يضيف إلى ذلك"إن شاء الله"؛ لأنه لا يقطع بحقيقة إيمانه."

والآية تدل على الأول؛ لأنها أتت في معرض المدح لمن قال هذه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام