فهرس الكتاب
الصفحة 153 من 429

ولبعضهم في المعنى:

غنيّ بلا دنيا عن الناس كلهم ... وإن الغنى الأعلى عن المال لا به

- (تعرفهم بسيماهم. .) . خطاب له عليه السلام، ولغيره.

- (لا يسألون الناس إلحافًا. .) يحتمل أن يكون مثل: (وما ربك بظلَّام للعبيد) ، أي: لو قُدِّر صدور السؤال منهم لما قُدِّر وقوعه إلّا بـ"الإِلحاف"لأجل ما نالهم من الجهد، والحاجة.

ويحتمل أن يكون مثل قوله تعالى: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) .

، فيكون من باب نفي استلزام الأخص أمرًا، وإذا لم يستلزم الأخص أمرًا لم يستلزمه الأعم، والمعنى: لا يسألون الناس الإِلحاف في السؤال أي: لأجل سبب الإلحاف، وهو شدة الحاجة، وإذا لم يسألوهم، لأجل شدة الحاجة فأحرى أَلَّا يسألوهم؛ لأجل سبب عدم الإِلحاف، وهو مطلق الحاجة فقط.

"الفخر": ويحتمل أن يكون المراد بالإِلحاف تأكيد صبرهم.

انتهى. فينبغي على هذا أن يوقف على قوله: (لا يسألون الناس) .

و (إلحاف) مصدر أي: يلحفون إلحافًا أي: يبالغون في شدة صبرهم، وتجلدهم على الفقر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام