> > قوله: ' باب ما جاء في ذمة الله وذمة رسوله ' . > > وقول الله تعالى: ^ ( وأوفواْ بِعهد الله إذا عهدتم ولا تنقضواْ الأيمن بعد توكيدها وقد جعلتم الله > عليكم كفيلاً ) ^ [ النحل: 91 ] . > > قال العماد بن كثير: وهذا مما يأمر الله تعالى به ، وهو الوفاء بالعهود والمواثيق ، > والمحافظة على الأيمان المؤكدة . ولهذا قال ^ ( ولا تنقضواْ الأيمن بعد توكيدها ) ^ ولا > تعارض بين هذا وقوله: ! 2 < ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم > 2 ! وبين قوله: ! 2 < ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم > 2 ! أي: لا تتركوها بلا تكفير . وبين قوله صلى الله عليه وسلم في > الصحيحين ' ' إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيتُ > الذي هُو خَير منها وتحللتها - وفي رواية - وكفرت عن يميني ' لا تعارض بين هذا كله > وبين الآية المذكورة هنا وهي ! 2 < ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها > 2 ! لأن هذه الأيمان المراد > بها: الداخلة في العهود والمواثيق ، لا الأيمان الواردة على حث أو منع ، ولهذا قال مجاهد > في الآية: يعني: الحلف أي: حلف الجاهلية . ويؤيده ما رواه الإمام أحمد عن جبير بن > مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' لا حِلف في الإسلام ، وأيما حلف كان في الجاهلية لم > يزده الإسلامُ إلا شدةً ' وكذا رواه مسلم ، ومعناه: أن الإسلام لا يحتاج معه إلى الحلف > الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه ، فإن في التمسك بالإسلام كفاية عما كانوا فيه . > > وقوله تعالى ! 2 < إن الله يعلم ما تفعلون > 2 ! [ النحل: 91 ] تهديد ووعيد لمن نقض > الأيمان بعد توكيدها . > > قوله: ' عن بُريدةَ ' هو ابن الحُصيب الأسلمي . وهذا الحديث من رواية ابنه سليمان > عنه . قاله في ' المفهم ' . >