> الأمة ، حتى ظهر الشرك والبدع في كثير منهم ، حتى فيمن ينتسب إلى العلم ، ويتصدر للتعليم > والتصنيف . > > قلت: بل قد دعوا إلى الشرك والضلال والبدع ، وصنفوا في ذلك نظماً ونثراً ، فنعوذ > بالله من موجبات غضبه . > > قوله: وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ' خير الناس قرني ، ثُم الذين > يلُونهم ، ثم الذين يلُونهم ثم الذين يلُونهم ، ثم يجيء قوم تَسبق شهادة أحدهم يمينهُ ، ويمينهُ شهادتهُ ' . > > قلت: وهذه حال من صرف رغبته إلى الدنيا ، ونسي المعاد ، فخف أمر الشهادة > واليمين عنده تحملاً وأداء ، لقلة خوفه من الله وعدم مبالاته بذلك وهذا هو الغالب على > الأكثر ، والله المستعان . فإذا كان هذا قد وقع في صدر الإسلام الأول فما بعده أكبر > بأضعاف ، فكن من الناس على حذر . > > قوله: قال إبراهيم - هو النخعي -: كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار ' . > وذلك لكثرة علم التابعين وقوة إيمانهم ومعرفتهم بربهم ، وقيامهم بوظيفة الأمر بالمعروف > والنهي عن المنكر ؛ لأنه من أفضل الجهاد ، ولا يقوم الدين إلا به . وفي هذا الرغبة في > تمرين الصغار على طاعة ربهم ، ونهيهم عما يضرهُم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذُو > الفضل العظيم . > > فيه مسائل: > > الأولى: الوصية بحفظ الإيمان . > > الثانية الإخبار بأن الحلف منفقة للسلعة ، ممحقة للبركة . > > الثالثة: الوعيد الشديد فيمن لا يبيع ولا يشتري إلا بيمينه . > > الرابعة: التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي . > > الخامسة: ذم الذين يحلفون ولا يستحلفون . > > السادسة: ثناؤه صلى الله عليه وسلم على القرون الثلاثة أو الأربعة ، وذكر ما يحدث . > > السابعة: ذم الذين يشهدون ولا يستشهدون . > > الثامنة: كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد . > >