> > قوله: ' ثلاثةُ لا يُكلمهُم الله ' نفي كلام الرب تعالى وتقدس عن هؤلاء العصاة دليل على > أنه يكلم من أطاعه ، وأن الكلام صفة من صفات كماله ، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة > أظهر شيء وأبينه ، وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة من المحققين قيام الأفعال بالله > سبحانه ، وأن الفعل يقع بمشيئته تعالى وقدرته شيئاً فشيئاً ولم يزل متصفاً به ، فهو حادث > الآحاد قديم النوع ، كما يقول ذلك أئمة أصحاب الحديث وغيرهم من أصحاب الشافعي وأحمد > وسائر الطوائف ، كما قال تعالى: ! 2 < إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون > 2 ! [ يس: > 82 ] فأتى بالحروف الدالة على الحال والاستقبال أيضاً ، وذلك في القرآن كثير . > > قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإذا قالوا لنا - يعني النفاة -: فهذا يلزمه أن تكون > الحوادث قائمة به ؟ ومن أنكر هذا قبلكم من السلف والأئمة ؟ ! ونصوص القرآن والسنة تتضمن > ذلك مع صريح العقل . ولفظ الحوادث مجمل ، فقد يراد به الأعراض والنقائص ، والله تعالى > منزه عن ذلك - ولكن يقوم به ما يشاء من كلامه وأفعاله ونحو ذلك ، مما دل عليه الكتاب > والسنة . والقول الصحيح: هو قول أهل العلم والحديث الذين يقولون: لم لم يزل الله متكلماً إذا > شاء ، كما قال ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما من أئمة السنة . اه . > > قلت: ومعنى قيام الحوادث به تعالى ، قدرته عليها ، وإيجاده لها بمشيئته وأمره . والله > أعلم . > > قوله: ' ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ' لما عظم ذنبهم عظمت عقوبتهم ، فعوقبوا بهذه > الثلاث التي هي أعظم العقوبات . > > قوله: ' أُشيمط زان ' صغره تحقيراً له وذلك لأن داعي المعصية ضعف في حقه ، فدل > على أن الحامل له على الزنا محبة المعصية والفجور ، وعدم خوفه من الله ، وضعف الداعي > إلى المعصية مع فعلها يوجب تغليط العقوبة عليه ، بخلاف الشاب ؛ فإن قوة داعي الشهوة منه > قد تغلبه مع خوفه من الله ، وقد يرجع على نفسه بالندم ، ولومها على المعصية ، فينتهي ويرجع . > > وكذا العائل المستكبر ليس له ما يدعوه إلى الكبر ، لأن الداعي إلى الكبر في الغالب > كثرة المال والنعم والرياسة . و ' العائل ' الفقير لا داعي له إلى أن يستكبر ، فاستكباره مع عدم > الداعي إليه يدل على أن الكبر طبيعة له ، كامن في قلبه ، فعظمت عقوبته ، لعدم الداعي إلى > هذا الخلق الذميم الذي هو من أكبر المعاصي . > > قوله: ' ورجل جَعَل الله بِضاعَتَه ' بنصب الاسم الشريف ، أي: الحلف به ، جعله > بضاعته ، لملازمته له وغلبته عليه . وهذه أعمال تدل على أن صاحبها إن كان موحداً > فتوحيده ضعيف ، وأعماله ضعيفة بحسب ما قام بقلبه وظهر على لسانه وعمله من تلك > المعاصي العظيمة على قلة الداعي إليها . نسأل الله السلامة والعافية ، ونعوذ بالله من كل >