فهرس الكتاب
الصفحة 550 من 639

> > قوله: ' اللهم اغفر لي إن شئت ' قال القرطبي: إنما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا القول ، > لأنه يدل على فتور الرغبة ، وقلة الاهتمام بالمطلوب . وكأن هذا القول يتضمن أن هذا > المطلوب إن حصل وإلا استغنى عنه ، ومن كان هذا حاله لم يتحقق من حاله الافتقار > والاضطرار الذي هو روح عبادة الدعاء ، وكان ذلك دليلاً على قلة معرفته بذنوبه ، وبرحمة > ربه . وأيضاً فإنه لا يكون موقناً بالإجابة . وقد قال عليه السلام: ' ادعوا الله وأَنتم مُوقُنونَ > بالإجابة ، واعلمُوا أن الله لا يستجيبُ دُعاء من قلب غَافلٍ ' . > > قوله: ' ليعزم المَسْألة ' . قال القرطبي أي: ليجزم في طلبته ، ويحقق رغبته ، ويتيقن > الإجابة ، فإنه إذا فعل ذلك دل على علمه بعظيم ما يطلب من المغفرة والرحمة ، وعلى أنه > مفتقر إلى ما يطلب مضطر إليه ، وقد وعد الله المضطر بالإجابة بقوله: ^ ( أَمن يُجيبُ المُضطَرَ > إذا دَعاهُ ) ^ [ النمل: 62 ] . > > قوله: ' فإنهُ لا مُكرهَ لَهُ ' . أي: فإن الله لا مكره له . هذا لفظ البخاري في الدعوات ، > ولفظ مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ' لا يقولن أَحدكُم: ' اللهم اغفر لي إن > شئت ، اللهم ارْحمني إِن شئت ، ليعزْم المسأَلة في الدُّعاء ، فإن الله صانع ما شاء ، لا مُكره له ' . > > قال القرطبي: هذا إظهار لعدم فائدة تقبل الاستغفار والرحمة بالمشيئة . كأن الله تعالى > لا يضطره إلى فعل شيء دعاء ولا غيره ، بل يفعل ما يريد ويحكم ما يشاء . ولذلك قيد الله > تعالى الإجابة بالمسألة في قوله: ! 2 < فيكشف ما تدعون إليه إن شاء > 2 ! [ الأنعام: 41 ] فلا معنى > لاشتراط المشيئة بقيله . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام