> ولا من ظن أنه النخعي والد شريح القاضي ، فإن ذلك خطأ فاحش . > > قوله: ' إنه كان يكنى أبا الحكم ' . قال بعضهم: الكنية قد تكون بالأوصاف كأبي > الفضائل ، وأبي المعالي ، وأبي الخير ، وأبي الحكم ، وقد تكون بالنسبة إلى الأولاد كأبي > سلمة ، وأبي شريح وإلى ما يلابسه كأبي هريرة فإنه عليه السلام رآه ومعه هرة فكناه بأبي > هريرة ، وقد تكون للعلمية الصرفة كأبي بكر . > > قوله: ' إن الله هو الحكم وإليه الحكم ' أما الحكم فهو من أسماء الله تبارك وتعالى كما > في هذا الحديث ، وقد ورد عده في الأسماء الحسنى مقروناً بالعدل ، فسبحان الله ما أحسن > اقتران هذين الاسمين . قال في ' شرح السنة ' الحكم: هو الحاكم الذي إذا حكم لا يرد > حكمه ، وهذه الصفة لا تليق بغير الله تعالى كما قال تعالى: ^ ( والله يحكم لا معقب لحكمه ) ^ > [ الرعد: 41 ] وقال بعضهم: عرف الخبر في الجملة الأولى ، وأتى بضمير الفصل فدل على > الحصر . وإن هذا الوصف مختص به لا يتجاوز إلى غيره . وأما قوله: ' وإليه الحكم ' أي: > إليه الفصل بين العباد في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى: ! 2 < له الحكم وإليه ترجعون > 2 ! > [ القصص: 88 ] وقال: ^ ( إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفصلين ) ^ [ الأنعام: 57 ] وفيه > الدليل على المنع من التسمي بأسماء الله المختصة به ، والمنع مما يوهم عدم الاحترام لها > كالتكني بأبي الحكم ونحوه . > > قوله: ' إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم ' . أي: أنا لم أكن نفسي > بهذه الكنية ، وإنما كنت أحكم بين قومي فكنوني بها . وفيه جواز التحاكم إلى من يصلح > للقضاء ، وإن لم يكن قاضياً ، وأنه يلزم حكمه . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' ما أحسن هذا ' قال > الخلخالي: للتعجب ، أي: الحكم بين الناس حسن ، ولكن هذه الكنية غير حسنة . وقال > غيره: أي: الذي ذكرته من الحكم بالعدل . وقيل: ما أحسن هذا ، أي: ما ذكرت من وجه > الكنية . قال بعضهم: وهو الأولى . قلت: فعلى هذا يكون حكمه لقومه قبل إسلامه ، إذ يبعد > أن يكون قاضياً لهم قبل أن يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتعلم منه ؛ لأن هذه القصة كانت بعد > إسلامه بقليل ، لأنه كان مع وفد قومه حين أسلموا ، وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا يظن > أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسن أمر حكام الجاهلية . > > قوله: ' قال: شريح ومسلم وعبد الله ' . صريح في أن الواو لا تقتضي الترتيب وإنما > تقتضي مطلق الجمع ، فلذا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأكبر ، إذ لو كانت دالة على الترتيب لم > يحتج إلى سؤال عن أكبرهم . > > قوله: ' فأنت أبو شريح ' أي رعاية للأكبر منا في التكريم والإجلال ، فإن الكبير أولى بذلك . >