> تشركون وساق الحديث ، ولم يذكر عبد الله بن يسار ، والمشهور ذكره ، وقد رواه ابن سعد ، > والطبراني ، وابن منده ، وأشار ابن سعد إلى أنها ليس لها غيره . > > قوله: ' عن قتيلة ' ، هو بضم القاف وفتح التاء بعدها مثناة تحتية مصغراً بنت صيفي > الجهينة ، أو الأنصارية صحابية . > > قوله: ' إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت ' . هذا نص في أن هذا اللفظ من > الشرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر اليهودي على تسمية هذا اللفظ تنديدا أو شركاً . ونهى النبي صلى الله عليه وسلم > عن ذلك ، وأرشد إلى استعمال اللفظ البعيد من الشرك . وقول: ما شاء الله ثم شئت ، وإن > كان الأولى قول: ما شاء الله وحده ، كما يدل عليه حديث ابن عباس وغيره ، وعلى النهي > عن قول: ما شاء الله وشئت جمهور العلماء ، إلا أنه حكي عن أبي جعفر الداودي ما > يقتضي جواز ذلك احتجاجاً بقوله تعالى: ! 2 < وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله > 2 ! > [ التوبة: 74 ] وقوله: ! 2 < وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه > 2 ! [ الأحزاب: 37 ] ونحو > ذلك . والصواب القول الأول ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر ذلك وقال لمن قال له ذلك: أجعلتني لله > نداً ؟ وأقر اليهودي على تسميته تنديداً وشركاً ، ومن المحال أن يكون هذا أمراً جائزاً . وأما ما > احتج من القرآن ، فقد ذكروا عن ذلك جوابين: > > أحدهما: ' أن ذلك لله وحده ، لا شريك له ' كما أنه تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته فكذلك هذا . > > الثاني: أن قوله: ' ما شاء الله وشئت ' تشريك في مشيئة الله ، وأما الآية فإنما أخيبر بها > عن فعلين متغايرين ، فأخبر تعالى أنه أغناهم وأن رسوله أغناهم . وهو من الله حقيقة ، لأنه > الذي قدر ذلك ، ومن الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة باعتبار تعاطي الفعل ، وكذا الإنعام أنعم الله على > زيد بالإسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم أنعم عليه بالعتق ، وهذا بخلاف المشاركة في الفعل الواحد ، > فالكلام إنما هو فيه ، والمنع إنما هو منه ، فإن قلت: قد ذكر النحاة أن ' ثم ' تقتضي اشتراك > المعطوف والمعطوف عليه في الحكم كالواو فلم جاز ذلك يثم ؟ ومنع منه الواو ، وغاية ما > يقال: إن ' ثم ' تقتضي الترتيب بخلاف الواو ، فإنها تقتضي مطلق الجمع ، وهذا لا يغير > صورة الاشتراك قبل النهي عن ذلك ، إنما هو إذا أتى بصورة التشريك جميعاً ، وهذا لا > يحصل إلا بالواو بخلاف ثم ، فإنها لا تقتضي الجمع ، إنما تقتضي الترتيب ، فإذا أتى بها > زالت صورة التشريك والجمع في اللفظ . وأما المعنى ، فلله تعالى ما يختص به من > المشيئة ، وللمخلوق ما يختص به ، فلو أتى بثم وأراد أنه شريك لله تعالى في المشيئة كلولا > الله ثم فلان ، مثلاً لم يوجد ذلك فالنهي باق بحاله ، بل يكون في هذه الصورة أشد ممن أتى >