فهرس الكتاب
الصفحة 497 من 639

> تأويل مصدر مرفوع على الابتداء . و ' أحب ' خبره ، ومعناه ظاهر . وإنما رجح ابن مسعود > رضي الله عنه الحلف بالله كاذباً على الحلف بغيره صادقاً ، لأن الحلف بالله توحيد ، > والحلف بغيره شرك ، وإن قدر الصدق في الحلف بغير الله فحسنة التوحيد أعظم من حسنة > الصدق ، وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك . ذكره شيخ الإسلام . وفيه دليل على أن > الحلف بغير الله صادقاً أعظم من اليمين الغموس . > > وفيه دليل على أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر . > > وفيه شاهد للقاعدة المشهورة وهي: ارتكاب أقل الشرين ضرراً إذا كان لا بد من > أحدهما . > > قال: وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ' لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما > شاء الله ثم شاء فلان ' . رواه أبو داود بسندٍ صَحيح . > > ش: هذا الحديث رواه أبو داود ، كما قال المصنف ، ورواه أحمد وابن أبي شيبة ، > والنسائي ، وابن ماجه ، والبيهقي وله علة وله شواهد ، وهو صحيح المعنى بلا ريب . > وسيأتي الكلام على معناه في باب ما شاء الله وشئت إن شاء الله . > > قال: ' وجاء عن إبراهيم النخعي أنه يكره أن يقول الرجل: أعوذُ بالله وبك ، ويجوز أن > يقول: بالله ثُم بِك . قال: ويقول: لولا الله ثُمَّ فلان ، ولا تقولوا: لولا الله وفلان ' . > > هذا الأثر رواه المصنف غير معزو ، وقد رواه عبد الرزاق ، وابن أبي الدنيا في كتاب > ' الصمت ' عن مغيرة قال: كان إبراهيم يكره أن يقول الرجل: أعوذ بالله وبك ، ويرخص أن > يقول: أعوذ بالله ثم بك ، ويكره أن يقول: لولا الله وفلان ويرخص أن يقول: لولا الله ثم > فلان . لفظ ابن أبي الدنيا . وذلك - والله أعلم - لأن الواو تقتضي مطلق الجمع ؛ فمنع منها > للجمع ، لئلا توهم الجمع بين الله وبين غيره ، كما منع من جمع اسم الله ، واسم رسوله في > ضمير واحد . و ' ثم ' إنما تقتضي الترتيب فقط ، فجاز ذلك لعدم المانع ، ومطابقة الحديثين > > والأثرين للترجمة ظاهرة على ما فسر به ابن عباس رضي الله عنه الآية .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام