> رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف ، ثم إنهما احتكما للنبي صلى الله عليه وسلم فقضى > لليهودي فلم يرض المنافق ، وقال: تعال نتحاكم إلى عمر بن الخطاب فقال اليهودي لعمر: > قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرض بقضائه ، فقال للمنافق: أكذلك ؟ قال: نعم ، فقال عمر: > مكانكما حتى أخرج إليكما ، فدخل عمر فاشتمل على سيفه ، ثم خرج فضرب عنق المنافق > حتى برد ، ثم قال: هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله ، فنزلت . > > وروى الحكيم الترمذي في ' نوادر الأصول ' هذه القصة عن مكحول وقال في آخرها: > فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: إن عمر قد قتل الرجل ، وفرق الله بين الحق > والباطل على لسان عمر ، فسمي الفاروق . ورواه أبو إسحاق بن دحيم في تفسيره على ما > ذكره شيخ الإسلام ، وابن كثير ، ورواه ابن أبي حاتم ، وابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن > أبي الأسود ، وذكر القصة ، وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' ما كنت أظن أن يجترئ عمر على > قتل مؤمن ' فأنزل الله ! 2 < فلا وربك لا يؤمنون > 2 ! [ النساء: 65 ] ، الآية ، فهدر دم ذلك الرجل > وبريء عمر من قتله ، فكره الله أن يسن ذلك بعد ، فقال: ! 2 < ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم > 2 ! إلى قوله: ! 2 < وأشد تثبيتا > 2 ! [ النساء: 66 ] . > > وبالجملة فهذه القصة مشهورة متداولة بين السلف والخلف تداولاً يغني عن الإسناد ، > ولها طرق كثيرة ، ولا يضرها ضعف إسنادها ، وكعب بن الأشرف المذكور هنا هو طاغوت > من رؤساء اليهود وعلمائهم ، ذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان موادعاً للنبي صلى الله عليه وسلم في جملة من > وادعه من يهود المدينة ، وكان عربياً من بني طيئ ، وكانت أمه من بني النضير قالوا: فلما > قتل أهل بدر ، شق ذلك عليه ، وذهب إلى مكة ورثاهم لقريش ، وفضل دين الجاهلية على > دين الإسلام حتى أنزل الله فيه ^ ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت > والطغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلاً * ) ^ [ النساء: 51 ] ثم لما > رجع إلى المدينة أخذ ينشد الأشعار يهجو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وشبب بنساء المسلمين حتى > آذاهم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ' من لكعب بن الأشرف ، فإنه قد آذى الله ورسوله ' وذكر قصة > قتله ، وقتله محمد بن مسلمة ، وأبو نائلة وأبو عبس بن جبر وعباد بن بشر رضي الله عنهم . > > وفي القصة من الفوائد أن الدعاء إلى تحكيم غير الله ورسوله من صفات المنافقين ، > ولو كان الدعاء إلى تحكيم إمام فاضل ، ومعرفة أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان عليه من العلم > والعدل في الأحكام . وفيها الغضب لله تعالى ، والشدة في أمر الله كما فعل عمر رضي الله >