> > وفي هذه الآية واللواتي قبلها دليل على أن العبادة هي التوحيد ، لأن الخصومة فيه ، > وإلا فكان المشركون يعبدون الله ويعبدون غيره ، فأمروا بالتوحيد ، وهو عبادة الله وحده ، > وترك عبادة ما سواه ، وفيهن دليل على أن التوحيد أول واجب على المكلف ، وهو الكفر > بالطاغوت والإيمان بالله المستلزم لعبادته وحده لا شريك له ، وأن من عبد غير الله بنوع من > أنواع العبادة فقد أشرك ، سواء كان المعبود ملكاً أو نبياً أو صالحاً أو صنماً . > > ( قال ابن مسعود مَن أَرادَ أنْ يَنْظُر إلى وَصيّة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] التي عليها خَاتمهُ فليقرأ ! 2 < قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم > 2 ! إلى قوله: ^( وَأَنَّ هَذَا صِرطى مُستَقِيمَاً فَاتَبِعُوهُ وَلاَ > تَتَبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرقَ بِكْم عَن سَبِيلهِ ذلِكُم وَصَكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَقُونَ * ) ^ > > ' ابن مسعود ' هو عبد الله بن مسعود بن غافل بمعجمة وفاء ابن حبيب الهذلي أو > عبد الرحمن ، صحابي جليل من السابقين الأولين وأهل بدر وبيعة الرضوان ، ومن كبار > العلماء من الصحابة ، أمره عمر على الكوفة ، ومات سنة اثنتين وثلاثين . وهذا الأثر رواه > الترمذي وحسنه ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني بنحوه . > > وروى أبو عبيد وعبد بن حميد عن الربيع بن خثيم نحوه . > > قال بعضهم ما معناه ، أي: من أراد أن ينظر إلى الوصية التي كأنها كتبت وختم عليها ، > ثم طويت فلم تغير ولم تبدل ، تشبيهاً لها بالكتاب الذي كتب ثم ختم عليه فلم يزد فيه ولم > ينقص ، لأن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] كتبها وختم عليها وأوصى بها ، فإن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] لم يوص إلا بكتاب الله ، > كما قال فيما رواه مسلم: ' وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله ' . >