> تطلب من أمر آخرتك ، واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضى حتى يكون رضاه عند الفقر > والبلاء كرضاه عند الغنى والرخاء ، كيف تستقضي الله في أمرك ، ثم تسخط إن رأيت قضاءه > مخالفاً لهواك ؟ ولعل ما هويت من ذلك لو وفق لك لكان فيه هلاكك ، وترضى قضاءه إذا > وافق هواك ، وذلك لقلة علمك بالغيب ، إذا كنت كذلك ما أنصفت من نفسك ، ولا أصبت > باب الرضى . ذكره ابن رجب قال: وهذا كلام حسن . > > قوله: ' ومن سخطَ ' هو بكسر الخاء قال أبو السعادات: السَّخط الكراهية للشيء وعدم > الرضى به ، أي: من سَخط أقدار الله فله السخط أي: من الله وكفى بذلك عقوبة . قال > تعالى: ^ ( ذَلِكَ بأنهُمُ اتبعواْ ما أسخط الله وكرهُوا رِضوانه فأحبط أعملهُم * ) > [ محمد: 28 ] وفيه دليل أن السخط من أكبر الكبائر ، وقد يستدل به على إيجاب الرضى كما > هو اختيار ابن عقيل . واختار القاضي عدم الوجوب ، ورجحه شيخ الإسلام ، وابن القيم . > قال شيخ الإسلام: ولم يجيء الأمر به كما جاء الأمر بالصبر ، وإنما جاء الثناء على أصحابه > ومدحهم . > > قال: وأما ما جاء من الأثر ' من [ لم ] يصبر على بلائي ، ولم يرض بقضائي فليتخذ رباً > سواي ' فهذا إسرائيلي ليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم > > قلت: قد روى الطبراني في الأوسط معناه عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً > ' من لم يرض بقضاء الله ، ويؤمن بقدر الله ، فليلتمس إلهاً غير الله ' . > > قال الهيثمي: فيه حزم بن أبي حزم وثقه ابن معين ، وضعفه جمع ، وبقية رجاله > ثقات فإن ثبت هذا دل على وجوبه . > > قال شيخ الإسلام: وأعلى من ذلك ، أي: من الرضى أن يشكر الله على المصيبة لما > يرى من إنعام الله تعالى عليه بها . انتهى . > > واعلم أنه لا تنافي بين الرضى وبين الإحساس بالألم ، فكثير ممن له أنين من وجع > وشدة مرض قلبه مشحون من الرضى والتسليم لأمر الله . >