> الذي لا مرية فيه وليس وراءه حق نافع . وفي هذه الآية إثبات أنه كلام الله تكلم به . قال ابن > القيم: ونظيره ! 2 < ولكن حق القول مني > 2 ! [ السجدة: 13 ] وقوله: ! 2 < قل نزله روح القدس من ربك بالحق > 2 ! [ النحل: 102 ] وإثبات علو الله سبحانه على خلقه ، فإن النزول والتنزيل الذي > تعقله العقول ، وتعرفه الفطر هو وصول الشيء من أعلى إلى أسفل ، ولا يرد عليه قوله: > ^ ( وَأَنزلَ لَكُم مِنَ الأَنعمِ ثَمِنيةَ أَزوجٍ ) ^ [ الزمر: 6 ] لأنا نقول: إن الذي أنزلها من فوق > سماواته قد أنزلها لنا بأمره . قال ابن القيم: وذكر التنزيل مضافاً إلى ربوبيته للعالمين > المستلزمة لملكه لهم ، وتصرفه فيهم ، وحكمه عليهم ، وإحسانه وإنعامه عليهم ، وأن من > هذا شأنه مع الخلق كيف يليق به مع ربوبيته التامة أن يتركهم سدى ، ويدعهم هملاً ، > ويخلقهم عبثاً ، لا يأمرهم ولا ينهاهم ، ولا يثيبهم ولا يعاقبهم ؟ ! فمن أقر بأنه رب العالمين > أقر بأن القرآن نزله على رسوله ، واستدل بكونه رب العالمين على ثبوت رسالة رسوله وصحة > ما جاء به . وهذا الاستدلال أقوى وأشرف من الاستدلال بالمعجزات والخوارق وإن كانت > دلالتها أقرب إلى أذهان عموم الناس ، وتلك إنما تكون لخواص العقلاء . > > وقوله: ! 2 < أفبهذا الحديث أنتم مدهنون > 2 ! [ الواقعة: 81 ] قال مجاهد: أي: تريدون أن > تمالؤوهم فيه وتركنوا إليهم . قال ابن القيم: ثم وبخهم سبحانه على وضعهم الإدهان في > غير موضعه ، وأنهم يداهنون فيما حقه أن يصدع به ، ويفرق به ، ويعض عليه بالنواجذ ، > وتثنى عليه الخناصر ، وتعقد عليه القلوب والأفئدة ، ويحارب ويسالم لأجله ، ولا يلتوي عنه > يمنة ولا يسرة ، ولا يكون للقلب التفات إلى غيره ، ولا محاكمة إلا إليه ، ولا مخاصمة إلا > به ، ولا اهتداء في طرق المطالب العالية إلا بنوره ، ولا شفاء إلا به ، فهو روح الوجود ، > وحياة العالم ، ومدار السعادة ، وقائد الفلاح ، وطريق النجاة ، وسبيل الرشاد ، ونور البصائر ، > فكيف تطلب المداهنة بما هذا شأنه ؟ ! ولم ينزل للمداهنة ، وإنما أنزل بالحق وللحق ، > والمداهنة إنما تكون في باطل قوي لا تمكن إزالته ، أو في حق ضعيف لا تمكن إقامته ، > فيحتاج المداهن إلى أن يترك بعض الحق ، ويلتزم بعض الباطل . فأما الحق الذي قام به كل > حق فكيف يداهن فيه ؟ ! > > وقوله: ! 2 < وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون > 2 ! [ الواقعة: 82 ] ، تقدم الكلام عليها أول > الباب ، والله أعلم . >