> الكتاب والسنة ، وليس فيهما أزيد مما تقدم . قال الداوودي: قول قتادة في النجوم حسن إلا > قوله: أخطأ وأضاع نصيبه ، فإنه قصر في ذلك بل قائل ذلك كافر . > > فإن قلت: إن المنجمين قد يصدقون بعض الأحيان . > > قيل: صدقهم كصدق الكهان يصدقون مرة ويكذبون مئة ، وليس في صدقهم مرة ما > يدل على أن ذلك علم صحيح كالكهان . > > وقد استدل بعض المنجمين بآيات من كتاب الله على صحة علم التنجيم منها قوله: > ^ ( وَعَلمَتٍ وبِالنَّجِم هُم يَهتَدُونَ * ) ^ > > والجواب أنه ليس المراد بهذه الآية أن النجوم علامات على الغيب يهتدي بها الناس > في علم الغيب ، وإنما المعنى وعلامات ، أي: دلالات على قدرة الله وتوحيده . وعن قتادة > ومجاهد أن من النجوم ما يكون علامة لا يهتدى إلا بها ، وقيل: إن هذا من تمام الكلام > الأول وهو قوله: ^ ( وَأَلقَى في الأرض رَوَسِىَ أَن تَمِيدَ بِكم وَأنهراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُم > تَهتدُون * ) ^ [ النحل: 15 - 16 ] أي: وألقى لكم معالم يعلم بها الطريق والأراضي من > الجبال الكبار والصغار يستدل بها المسافرون في طرقهم . وقوله: ! 2 < وبالنجم هم يهتدون > 2 ! > [ النحل: 16 ] قال ابن عباس في الآية: ' وعلامات ' يعني: معالم الطرق بالنهار ! 2 < وبالنجم هم يهتدون > 2 ! قال: يهتدون به في البحر في أسفارهم . رواه ابن جرير وابن أبي حاتم . فهذا > القول ونحوه هو معنى الآية ، فالاستدلال بها على صحة علم التنجيم استدلال على ما يعلم > فساده بالاضطرار من دين الإسلام بما لا يدل عليه لا نصاً ولا ظاهراً ، وذلك أفسد أنواع > الاستدلال ، فإن الأحاديث جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم بإبطال علم التنجيم وذمه ، > منها حديث ' من > اقتبس شُعْبةً من عِلْمِ النُّجومِ فقد اقتبس شُعْبةً من السِّحْرِ ' الحديث وقد تقدم . > > وعن عبد الله بن محيريز التابعي الجليل أن سليمان بن عبد الملك دعاه فقال: لو > علمت علم النجوم فازددت إلى علمك فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' إن أخوف ما أخاف > على أمتي ثلاث: حيف الأئمة ، وتكذيب بالقدر وإيمان بالنجوم ' > > وعن رجاء بن حيوة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ' مما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم ، > والتكذيب بالقدر ، وحيف الأئمة ' رواهما عبد بن حميد فهذان المرسلان من هذين >