فهرس الكتاب
الصفحة 349 من 639

> حديث ' فر من المجذوم ': ما سمعت فيه بكراهية وما أرى ما جاء من ذلك إلا مخافة أن يقع > في نفس المؤمن شيء . ومعنى هذا أنه نفى العدوى أصلاً ، وحمل الأمر بالمجانبة على حسم > المادة وسد الذريعة ، لئلا يحدث للمخاطب شيء من ذلك فيظن أنه بسبب المخالطة ، فيثبت > العدوى التي نفاها الشارع . وإلى هذا ذهب أبو عبيد وابن جرير والطحاوي وذكره القاضي أبو > يعلى عن أحمد . > > قلت: وأحسن من هذا كله ما قاله البيهقي ، وتبعه ابن الصلاح وابن القيم وابن رجب > وابن مفلح وغيرهم أن قوله ' لا عَدْوَى ' على الوجه الذي كانوا يعتقدونه في الجاهلية من > إضافة الفعل إلى غير الله تعالى وأن هذه الأمراض تعدي بطبعها ، وإلا فقد يجعل الله > بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سبباً لحدوث ذلك . ولهذا قال: ' فِر من المَجْذُومِ كما تَفِرّ من الأسَدِ ' وقال: ' لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٌ ' وقال في الطاعون: > ' من سَمع به بأرض فلا يقدُم عليه ' وكل ذلك بتقدير الله تعالى كما قال: ' فمن أَعْدَى >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام