> توقف أحمد لما سئل عن الرجل يحل السحر ، فقال: قد رخص فيه بعض الناس . قيل: إنه > يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه ، فنفض يده وقال: ما أدري ما هذا ؟ ! . > قيل له: فترى أن > يؤتى مثل هذا يحل ؟ قال: ما أدري ما هذا ؟ ! . قال: وهذا يدل على أنه لا يكفر صاحبه ، ولا > ويقتل . قلت: إن كان ذلك لا يحصل إلا بالشرك والتقرب إلى الجن ، فإنه يكفر ويقتل ، ونص > أحمد لا يدل على أنه لا يكفر ، فإنه قد يقول مثل هذا في الحرام البين . > > قوله: وقال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد ، وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل > ذلك له عند الله من خلاق . > > ش: هذا الأثر ذكره المصنف عن ابن عباس ، ولم يعزه ، وقد رواه الطبراني عن ابن > عباس مرفوعاً ، وإسناده ضعيف ، ولفظه ' رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم > ليس له عند الله من خلاق يوم القيامة ' ورواه أيضاً حميد بن زنجويه عنه بلفظ ' رب ناظر في > النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق ' . > > قوله: ( ما أُرى ) . يجوز فتح الهمزة من ' أرى ' بمعنى: لا أعلم له عند الله من خلاق ، > أي: من نصيب ، ويجوز ضمها بمعنى: لا أظن ذلك لاشتغاله بما فيه من اقتحام الخطر > والجهالة وادعاء علم الغيب الذي استأثر الله به ، وكتابة أبي جاد وتعلمها لمن يدعي بها > معرفة علم الغيب هو الذي يسمى علم الحرف . ولبعض المبتدعة فيه مصنف ، فأما تعليمها > للتهجي وحساب الجمل ، فلا بأس بذلك . > > قوله: ( وينظرون في النجوم ) هذا محمول على علم التأثير لا التسيير ، كما سيجيء في > باب التنجيم ، وفيه عدم الاغترار بما يؤتاه أهل الباطل من معارفهم وعلومهم ، كما قال > تعالى: ^ ( فَلمَا جَآءتهُم رُسُلُهُم بِالبَينَتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندهُم مِنَ العِلم وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بهِ > يستهزِءُونَ * ) ^ [ غافر: 83 ] . >