> صحيح وقال الذهبي: إسناده قوي . وعلى هذا فعزو المصنف إلى الأربعة ليس كذلك ، فإنه > لم يروه أحد منهم ، وأظنه تبع في ذلك الحافظ ، فإنه عزاه في ' الفتح ' إلى أصحاب السنن > والحاكم فوهم ، ولعله أراد الذي قبله . > > قوله: ' من أتى كاهناً ' إلى آخره . قال بعضهم: لا تعارض بين هذا الخبر ، وبين > حديث ' من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ' ، إذ الغرض في هذا > الحديث أنه سأله معتقداً صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر ، فإن اعتقد أن الجن تلقي إليه ما > سمعته من الملائكة ، أو أنه بإلهام فصدقه من هذه الجهة لا يكفر كذا قال ، وفيه نظر . وظاهر > الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان ، لاعتقاده أنه يعلم الغيب ، وسواء كان ذلك > من قبل الشياطين ، أو من قبل الإلهام لا سيما وغالب الكهان في وقت النبوة إنما كانوا > يأخذون عن الشياطين . وفي حديث رواه الطبراني عن واثلة مرفوعاً ' منْ أَتى كاهناً فَسَألهُ > عن شيء ، حُجبت عنه التوبةُ أربعين ليلة ، فإن صدقه بما قال كَفَر ' قال المنذري: > ضعيف . فهذا - لو ثبت - نص في المسألة لكن ما تقدم من الأحاديث يشهد له ، فإن > الحديث الذي فيه الوعيد بعدم قبول الصلاة أربعين ليلة ليس فيه ذكر تصديقه ، والأحاديث > التي فيها إطلاق الكفر مقيدة بتصديقه . > > قوله: ' فقد كَفَرَ بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ' قال الطيبي: المراد بالمنزل الكتاب والسنة ، > أي: من ارتكب هذه فقد برئ من دين محمد صلى الله عليه وسلم ، وما أُنزل عليه انتهى . وهل الكفر في هذا > الموضوع كفر دون كفر أو يجب التوقف ؟ فلا يقال: ينقل عن الملة . ذكروا فيها روايتين عن > أحمد وقيل: هذا على التشديد والتأكيد ، أي: قارب الكفر والمراد كفر النعمة ، وهذان > القولان باطلان . > > قال: ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً . > > ش: أبو يعلى اسمه أحمد بن علي بن المثنى الموصلي الإمام صاحب التصانيف ك > ' المسند ' وغيره روى عن يحيى بن معين ، وأبي خيثمة ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وخلق > وكان من الأئمة الحفاظ مات سنة سبع وثلاثمائة . وهذا الأثر رواه البزار أيضاً وإسناده >