> الله تعالى أخذ عليهم تعظيم السبت ، والقيام بأمره ، وترك الاصطياد فيه ، وكانت الحيتان لا > تأتيهم إلا يوم السبت فتحيلوا اصطيادها فيه بما وضعوه لها من الشصوص والحبائل والبرك > قبل يوم السبت ، فلما جاءت الحيتان يوم السبت على عادتها نشبت تلك الحبائل فلم تخلص > منها يومها ذلك ، فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت ، فلما فعلوا ذلك مسخهم الله > تعالى إلى صورة القردة ، وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر وليست بإنسان حقيقة ، > فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم كانت مشابهة للحق في الظاهر ومخالفة له في الباطن ، فكان > جزاؤهم من جنس عملهم ، قال العوفي عن ابن عباس في قوله: ^ ( فَقُلنا لَهُم كُونواْ قَردةً > خَسِئين ) ^ [ البقرة: 65 ] فجعل الله منهم القردة والخنازير فزعم أن شباب القوم صاروا قردة > والمشيخة صاروا خنازير . > > وروى مسلم في ' صحيحه ' عن ابن مسعود قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة > والخنازير أهي مما مسخ الله ؟ فقال: إن الله لم يُهلك قوماً أو قال: لم يَمْسخ قوماً فيجعل > الله لهم نسلاً ولا عاقبة ، وأن القردة والخنازير كانت قبل ذلك . > > وفي هذه القصة دليل قاطع على تحريم الحيل التي يتوصل بها إلى تحليل الحرام > وتحريم الحلال ونحو ذلك . > > وقوله: وعبد الطاغوت . قال شيخ الإسلام: الصواب أنه معطوف على قوله: ! 2 < من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير > 2 ! [ المائدة: 60 ] فهو فعل ماض معطوف على ما > قبله من الأفعال الماضية ؛ أي: من لعنه الله ومن غضب عليه ، ومن جعل منهم القردة > والخنازير ، ومن عبد الطاغوت . لكن الأفعال المقدمة الفاعل فيها هو اسم الله مظهراً > ومضمراً ، وهنا الفاعل اسم من عبد الطاغوت ، وهو الضمير في ' عبد ' . ولم يعد سبحانه > لفظ ' من ' لأنه جعل هذه الأفعال كلها صفة لصنف واحد وهم اليهود . > > قال: وقوله: ! 2 < قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا > 2 ! [ الكهف: 21 ] . > > ش: يخبر تعالى عن الذين غلبوا على أمر أصحاب الكهف أنهم قالوا هذه المقالة > لنتخذن عليهم مسجداً . وقد حكى ابن جرير في القائلين في ذلك قولين ، أحدهما: أنهم > المسلمون . والثاني: أنهم المشركون . وعلى القولين فهم مذمومون لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: > ' لَعنَ الله اليهود والنصارى اتخذوا قُبور أنبيائهم وصالحيهم مساجِد ' يُحذرُ ما فعلوا . رواهُ > البخاري ومسلم . ولما يفضي إليه ذلك من الإشراك بأصحابها كما هو الواقع . ولهذا لما > فعلته اليهود والنصارى جرهم ذلك إلى الشرك ، فدل ذلك على أن هذه الأمة تفعله كما >