> قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: وهذه العلة هي التي لأجلها نهى الشارع عن اتخاذ > المساجد على القبور ، وهي التي أوقعت كثيراً من الأمم في الشرك الأكبر ، أو فيما دونه > من الشرك ، فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين ، وتماثيل يزعمون أنه طلاسم > لكواكب ونحو ذلك ، فإن الشرك بقبر الرجل الذي يعتقد صلاحه أقرب إلى النفوس من > الشرك بخشبة أو حجر . ولهذا تجد أهل الشرك يتضرعون عندها ويخشون ويخضعون ، > ويعبدون بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله ولا وقت السحر ، ومنهم من يسجد لها ، > وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه في المساجد ، فلأجل هذه > المفسدة حسم النبي صلى الله عليه وسلم مادتها حتى نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقاً وإن لم يقصد >