فهرس الكتاب
الصفحة 253 من 639

> ذلك لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] . > > قوله: ( كنيسة ) . وفي رواية يقال: لها مارية ، وهي بفتح الكاف وكسر النون: معبد > النصارى . > > قوله: ( أولئك ) . بفتح الكاف وكسرها . > > قوله: ( إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح ) . هذا والله أعلم شك من بعض > رواة الحديث ، هل قال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] هذا أو هذا ، ففيه التحري في الرواية ، وجواز رواية > الحديث بالمعنى . > > قوله: ( بَنَوْا على قبره مسجداً ) ، أي: موضعاً للعبادة ، وإن لم يسم مسجداً كالكنائس > والمشاهد . > > قوله: ( وصوروا فيه تلك الصور ) . الإشارة بتلك الصور إلى ما ذكرت أم سلمة وأم > حبيبة من التصاوير التي افي لكنيسة ، كما في بعض ألفاظ الحديث فذكرتا من حسنها > وتصاوير فيه . > > قوله: ( أولئك شِرَارُ الخلقِ عند الله ) . مقتضى هذا تحريم ما ذكر ، لا سيما وقد ثبت > اللعن عليه . قال البيضاوي: لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيماَ > لشأنهم ، ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها ، واتخذوها أوثاناً ، لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم ، > ومنع المسلمين عن مثل ذلك . قال القرطبي: وإنما صور أوائلهم الصور ليتأسوا بها ، > ويتذكروا أفعالهم الصالحة ، فيجتهدون كاجتهادهم ، ويعبدون الله عند قبورهم ، ثم خلفهم > قوم جهلوا مرادهم ، ووسوس لهم الشيطان أن أسلافهم كانوا يعبدون هذه الصور > ويعظمونها ، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك سداً للذريعة المؤدية إلى ذلك . > > قوله: فهؤلاء بين الفتنتين . . . إلى آخره . هذا من كلام شيخ الإسلام ، ذكره > المصنف عنه . يعني أن الذين بنوا هذه الكنيسة جمعوا فيها بين فتنتين ، ضل بها كثير من الخلق . الأولى: فتنة القبور ، لأنهم افتتنوا بقبور الصالحين ، وعظموها تعظيماً مبتدعاً ، فآل > بهم إلى الشرك ، وهي أعظم الفتنتين ، بل هي مبتدأ الفتنة . الثانية: وهي فتنة التماثيل ، أي: > الصور ، فإنهم لما افتتنوا بقبور الصالحين وعظموها ، وبنوا عليها المساجد ، وصورا فيها > الصور للقصد الذي ذكره القرطبي ، فآل الأمر إلى أن عبدت الصور ومن هي صورته من > دون الله ، وهاتان الفتنتان هما سبب عبادة الصالحين كاللات وود وسواع ويغوث ويعوق > ونسر وغيرهم من الصالحين . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام