فهرس الكتاب
الصفحة 206 من 639

> والصالحين ، أنهم ينفعون ويضرون ويغنون من عذاب الله حتى يقول صاحب ' البردة ' . > % ( فإن من جودك الدنيا وضرتها % ومن علومك علم اللوح والقلم ) % > > تبين له التوحيد ، وعرف غربة الدين ، فأين هذا من قول صاحب ' البردة ' والبرعي > وأضرابهما من المادحين له [ صلى الله عليه وسلم ] بما يتبرأ منه ليلاً ونهاراً ، ويبين اختصاصه بالخالق تعالى > وتقدس ، كما قال تعالى: ! 2 < قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون > 2 ! [ الأعراف: 188 ] > ^ ( فماذا بعد الحق إلا الضلل فأنى تصرفون * كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم > لا يؤمنون * ) ^ [ يونس: 32 - 33 ] تالله لقد تاهت عقول تركت كلام ربها ، وكلام نبيها > لوساس وصدرها ، وما ألقاه الشيطان في نفوسها . > > ومن العجب أن اللعين كادهم مكيدة أدرك بها مأموله ، فأظهر لهم هذا الشرك في > صورة محبته [ صلى الله عليه وسلم ] وتعظيمه ، ومحبة الصالحين وتعظيمهم ، ولعمر الله إن تبرئتهم من هذا > التعظيم والمحبة ، هو التعظيم لهم والمحبة ، وهو الواجب المتعين . وأظهر لهم التوحيد والإخلاص في صورة بغض النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، وبغض الصالحين ، والتنقص بهم ، وما شعروا أنهم > تنقصوا الخالق سبحانه وتعالى ، وبخسوه حقه ، وتنقصوا النبي [ صلى الله عليه وسلم ] والصالحين بذلك . > > أما تنقصهم للخالق تعالى ، فلأنهم جعلوا المخلوق العاجز مثل الرب القادر في القدرة > على النفع والضر . > > > وأما بخسهم حقه تعالى ، فلأن العبادة بجميع أنواعها حق لله تعالى ، فإذا جعلوا شيئاً > منها لغيره ، فقد بخسوه حقه . > > وأما تنقصهم للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، وللصالحين ، فلأنهم ظنوا أنهم راضون منهم بذلك أو أمروهم > به وحاشا لله أن يرضو بذلك أو يأمروا به ، كما قال تعالى: ! 2 < وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون > 2 ! [ الأنبياء: 25 ] . > > وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم ، جده [ صلى الله عليه وسلم ] في هذا الأمر ، بحيث فعل ما نسب به > إلى الجنون ، وكذلك لو يفعله مسلم الآن ، قاله المصنف . > > وفيه دليل على الاعتماد في الأعمال وترك البطالة والاعتماد على مجرد الانتساب إلى > الأشخاص كما يفعله أهل الطيش والحمق ممن ينتسب إلى نبي أو صالح ونحو ذلك ، > لأنه [ صلى الله عليه وسلم ] إذا خاطب بنته وعمه وقرابته بهذا الخطاب كان تنبيهاً لذريتهم ونحوهم على > ذلك ، لأنه إذا كان لا يغني عن هؤلاء شيئاً ، كان ذريتهم أولى أن لا يغني عنهم من الله > شيئاً ، وقد قال تعالى لمن اكتفى بالانتساب إلى الأنبياء عن متابعتهم: ^ ( تلك أمة قد خلت > لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون * ) ^ [ البقرة: 134 ] وفيه أن أولى >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام