> > تضمن كلامه الخبر عن كل ما يحمد عليه تعالى باسم جامع محيط متضمن لكل فرد من أفراد > الجملة المحققة والمقدرة ، وذلك يستلزم إثبات كل كمال يحمد عليه الرب تعالى ، ولهذا لا > تصلح هذه اللفظة على هذا الوجه ، ولا تنبغي إلا لمن هذا شأنه ، وهو الحميد المجيد ، وفيه > التصريح بإن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد ، وهو قول الشافعي وأحمد وأبي يوسف ، > وخالف في ذلك مالك وأبو حنيفة فقالا: يقتصر على قول: سمع الله لمن حمده . > > قوله: ' وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية ، وسهيل بن عمرو ، والحارث بن > هشام ' . إنما دعا عليهم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] لأنهم رؤساء المشركين يوم أحد ، والسبب في تلك > الأفاعيل التي جرت على سيد المرسلين [ صلى الله عليه وسلم ] هم وأبو سفيان ، ومع ذلك فما استجيب له > فيهم ، بل أنزل الله عليه ^ ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم > ظالمون * ) ^ [ آل عمران: 128 ] فتاب الله عليهم وآمنوا ، مع أنهم فعلوا أشياء لم يفعلها > أكثر الكفار ، منها غزوهم نبيهم [ صلى الله عليه وسلم ] في بلاده ، وشجهم له ، وكسر رباعيته ، وقتلهم بني > عمهم المؤمنين ، وقتلهم الأنصار والتمثيل بقتلى المسلمين ، وإعلانهم بشركهم وكفرهم ، > ومع هذا كله لم يقدر النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أن يدفعهم عن نفسه ، ولا عن أصحابه ، كما قال تعالى: > ^ ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه > ملتحداً * إلا بلغاً من الله ورسلته * ) ^ [ الجن: 21 - 23 ] بل لجأ [ صلى الله عليه وسلم ] إلى ربه المالك > القادر على النفع والضر وإهلاكهم ، ودعا عليهم [ صلى الله عليه وسلم ] في الصلاة المكتوبة جهراً ، وخلفه > سادات الأولياء يؤمنون على دعائه ، ومع هذا كله ما استجاب الله له فيهم ، بل تاب عليهم > وآمنوا ، فلو كان عنده [ صلى الله عليه وسلم ] من النفع والضر شيء لكان يفعل بهم ما يستحقونه على هذه > الأفعال العظيمة ، ولكن الأمر كما قال تعالى: ^ ( هذا بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو > إله وحد وليذكر أولوا الألبب * ) ^ [ إبراهيم: 52 ] فأين هذا مما يعتقده عباد القبور في > الأولياء والصالحين بل في الطواغيت الذين يسمونهم المجاذيب والفقراء أنهم ينفعون من > دعاهم ، وينصرون من لاذ بحماهم ، ويدعونهم براً وبحراً في غيبتهم وحضرتهم . > > قال: وفيه عن أبي هريرة قال: قام رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] حين أنزل الله عليه ^ ( وأنذر عشيرتك > الأقربين * ) [ الشعراء: 214 ] قال: ' يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، > لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية > عمة رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، لا أغني عنك من الله شيئاً ، ويا فاطمة بنت محمد ، سليني من مالي ما > شئت لا أغني عنك من الله شيئاً ' . >