> شجوا نبيهم ؟ ' فنزلت ^ ( ليس لك من الأمر شيء ) ^ [ آل عمران: 128 ] . > > ش: قوله في ' الصحيح ' أي ' الصحيحين ' فعلقه البخاري عن حميد وثابت عن أنس ، > ووصله أحمد والترمذي والنسائي ، عن حميد ، عن أنس به . ووصله مسلم عن ثابت عن > أنس وقال ابن إسحاق في ' المغازي ': حدثني حميد الطويل ، عن أنس قال: كسرت > رباعية النبي [ صلى الله عليه وسلم ] يوم أحد وشج في وجهه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ، وجعل يمسح > الدم وهو يقول: ' كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم هو يدعوهم إلى ربهم ؟ ' فأنزل الله > الآية . > > قوله: ' شج النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ' . قال أبو السعادات: الشج في الرأس خاصة في الأصل ، وهو > أن يضربه بشيء يجرحه فيه ويشقه ، ثم استعمل في غيره من الأعضاء . وذكر ابن هشام من > حديث أبي سعيد الخدري أن عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي [ صلى الله عليه وسلم ] السفلى ، > وجرح شفته السفلى ، وأن عبد الله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في جبهته ، وأن > عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته ، فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته ، وأن > مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ثم ازدرده ، فقال له: ' لن تمسك النار ' . > > وروى الطبراني من حديث أبي أمامة . قال: رمى عبد الله بن قمئة رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يوم > أحد ، فشجه في وجهه ، وكسر رباعيته . فقال: خذها وأنا ابن قمئة ، فقال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : > ' مالك أقمأك الله ' فسلط الله عليه تيس جبل ، فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة . > > قال القرطبي: والرباعية - بفتح الراء وتخفيف الياء ، وهي كل سن بعد ثنية . قال > النووي: وللإنسان أربع رباعيات . قال الحافظ: والمرد أنها كسرت فذهب منها فلقة ولم > تقلع من أصلها . قلت: فظهر بهذا أن قول بعضهم: إنه شج في رأسه فيه نظر . > > قال النووي: وفي هذا وقوع الأسقام والابتلاء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم > لينالوا جزيل الأجر والثواب ، ولتعرف أممهم وغيرهم ما أصابهم ، ويتأسوا بهم . قال > القرطبي: وليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ، ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على > أجسام البشر ليتيقنوا أنهم مخلوقون مربوبون ، ولا يفتتن بما ظهر على أيديهم من > المعجزات ، ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبسه على النصارى وغيرهم . >