فهرس الكتاب
الصفحة 148 من 639

> > قوله: قالوا: قرب ولو ذباباً فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار . في هذا بيان عظمة > الشرك ولو في شيء قليل ، وأنه يوجب النار ، ألا ترى إلى هذا لما قرب لهذا الصنم أرذل > الحيوان وأخسه وهو الذباب كان جزاؤه النار ، لإشراكه في عبادة الله ، إذ الذبح على سبيل > القربة والتعظيم عبادة ، وهذا مطابق لقوله تعالى: ! 2 < إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار > 2 ! [ المائدة: 72 ] وفيه الحذر من الذنوب وإن كانت صغيرة في الحسبان ، > كما قال أنس: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد > رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] من الموبقات . رواه البخاري . > > قال المصنف ما معناه: وفيه أنه دخل النار بسبب لم يقصده ، بل فعله تخلصاً من > شرهم . وفيه أن الذي دخل النار مسلم ، لأنه لو كان كافراً لم يقل: دخل النار في ذباب ، > وفيه أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان . > > قوله: ( وقالوا للآخر: قرّب . قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل إلى > آخره ) . في هذا بيان فضيلة التوحيد والإخلاص . > > قال المصنف: وفيه معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين ، كيف صبر على القتل ولم > يوافقهم على طلبتهم مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر ، وفيه شاهد للحديث الصحيح: > ' الجَنَّةُ أقربُ إلى أحدكُم من شِراكِ نَعْلِه ، والنَّارُ مِثْلُ ذلك ' قلت: وفيه التنبيه على سعة > مغفرة الله وشدة عقوبته ، وأن الأعمال بالخواتيم . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام