فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 132

المانع فلا مانع , ويكون اللعن هنا من باب العقوبة والتعزير.

أما إن كان من باب الإخبار بأنه ملعون أو باب الآخرة: فلا يجوز لأن هذا مرتبط بعدم التوبة وبالموت عليه وبعدم وجود أسباب الرحمة من كثرة حسنات أو عقوبات كثيرة أو دعاء الداعين له وشفاعة الشافعين أو رحمة رب العالمين، فمن هذا الباب لا يجوز اللعن.

فإذا اللعن فيه تفصيل كما سبق، علما بأننا قلنا يجوز اللعن عقوبة وتعزيرا للمستحق، وحكم الجواز غير حكم الاستحباب أو الوجوب أو التعبد، ولم نَقُل يستحب أو يجب أو أنه يشرع التعبد بذلك بل غاية ما فيه الجواز.

أما حديث (ليس المؤمن باللعان) ؛ فيقصد أي اللعن بغير حق وما ذكرنا لعن بحق.

وأما حديث (ليس اللعانون بشفعاء ولا شهداء يوم القيامة) ؛ أي اللعن ظلما أو بغير حق وما ذكرنا لعن بحق.

أما حديث الذي شرب الخمر فقال الرسول (لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله) ، فيقال:

أولا: الذي نهى عنه اللعن هنا هو الذي لعن في الأحاديث السابقة فلا يجوز أخذ بعض الأحاديث وترك بعضها.

ثانيا: يقال؛ الرسول هنا بين لمإذا لا يلعن لأنه أولا أقيم عليه الحد وغير ذلك محبة الله ورسوله، ولذا نقول؛ إذا زل وعثر المجاهد أو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا يلعن، لأن هذه هي علامات محبة الله وهي مانع من اللعن، كما لو ترك عالم من العلماء أو داعية أو مجاهد ونحوه ممن دلت القرائن على تدينهم، فهنا يغفر لهم زلتهم تلك ولا يلعنون ولو جاءوا بأسبابه لحديث (أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم) ، لكن لا يعني أنه لا يُلعن الفاسق والمستهتر والمتعمد الظالم من غير ذوي الهيئات.

والله أعلم. (منقول من منبر التوحيد والجهاد)

6 -أمثلة تطبيقية:

م: وفي الحديث قصة ماعز والغامدية والمخزومية.

ش: منع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هؤلاء بسؤ لتوبتهم رضي الله عنهم توبة نصوحا.

م: وعمر مع حاطب رضى الله عن الجميع 0

ش: منع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر من معاقبة حاطب لكونه من أهل بدر (انظر قصته في باب 51 من هذا الكتاب) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام