فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 132

فيمن لعن دين اليهود فإن قصد الذي هم عليه لأنه غُير وبدل فلا شئ عليه (مختصرا) 0

ش:

نختم هذا الكتاب ببيان الفرق بين الكفر والشرك:

قال الشيخ عبد الرحمن بن طلاع المخلف حفظه الله:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هذه قاعدة مهمة جدا قل من يتنبه لها مع كثرة ورودها في كتاب الله ومع أن أهل العلم المحققين يذكرونها في ثنايا كتبهم.

قال تعالى {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (96) سورة البقرة.

أي اليهود مع أن اسم الكفر يشملهم جميعا ولكن هناك فرق بين من كان يهوديا كافرا وبين من كان مشركا كافرا فتدبر.

و قال تعالى {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَاوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} (151) سورة آل عمران. و هنا ذكر الله تعالى وصفين لعين واحدة فلا بد إذن أن يكون كل وصف له تأثير وإن كان وحده فذكرهم الله تعالى بوصف الكفر وهذا لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة ويقترن به العذاب والوصف الآخر الشرك وهو جعل المخلوق ندا للخالق وهذا لا يشترط إقتران العذاب به فقد يكون مشركا ولكن من أهل الفترة ولا يعذب حتى تقام عليه الحجة.

قوله تعالى {ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (88 سورة الأنعام) فعلق الله تعالى حبوط العمل بالشرك فدل على أن كل من وقع في شرك أكبر فقد حبط عمله وهذا لا يقتضي تعذيبه لأن العذاب لا يكون إلا بعد الرسالة وكذلك لا يقتضي أن يكون حكمه حكم المسلم بحيث يدخل الجنة لأن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وهذه نفس غير مسلمة ولكن لها حكم آخر وهو حكم أهل الفترة بحيث تمتحن فإن أطاعت دخلت الجنة فكان حكمها حكم النفس المسلمة وإن لم تطع دخلت النار فكان حكمها حكم من أقيمت عليه الحجة.

قوله تعالى {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَاتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} (1 سورة البينة)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام