م: وقال أيضا (قال مالك بن أنس: إذا قل العلم ظهر الجفاء وإذا قلت الآثار ظهرت الأهواء ولهذا شبهت الفتن بقطع الليل المظلم ولهذا قال أحمد في خطبته: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة بقايا من أهل العلم) الفتاوى 17/ 308
وقال أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحمد بن ناصر وعبد العزيز الحصين قالوا (ذكر أهل العلم أن أصحاب الفترات يمتحنون يوم القيامة في العراصات ولم يجعلوا حكمهم حكم الكفار ولا حكم الأبرار) الدرر 10/ 137،والرسائل والمسائل 5/ 576،
ش: لاحظ دقة الأئمة -رحمهم الله -في قولهم (ولم يجعلوا حكمهم حكم الكفار) فأصحاب الفترات-الذين لم تقم عليهم الحجة-لا يلحقهم كل ما يلحق الكافر الذي قامت عليه الحجة من الأحكام، و لكن يلحقهم اسم الشرك وبعض الأحكام كما تقدم.
م: وقال ابا بطين (أما حكم من مات في زمان الفترات ومن لم تبلغه دعوة رسول فإن الله سبحانه أعلم بهم واسم الفترة لا يختص بأُمة دون أُمة قال أحمد في خطبته على الزنادقة والجهمية: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ,ويُروى هذا اللفظ عن عمر رضى الله عنه)
وقال ابن القيم (وقد وافقه عليه أئمة الدعوة ونقلوه في كتبهم) وقد جعله أصلا من الأصول قال إن قيام الحجة (أي التي ينبني عليه التكفير والقتل والقتال ونحوها) يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمن دون زمن وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتميزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه لكونه لم يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان له فهذا بمنزلة الأصم الذي لا يسمع شيئا ويتمكن من التفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهم) الطبقات،
ش: موانع قيام الحجة في المسائل الظاهرة والشرك الأكبر التي ذكرها أبن القيم: الصغر والجنون وعدم الفهم والصمم، وهذه تمنع اسم كفر القتل والتعذيب وحكمه، ولا تمنع أسماء الشرك واليهودية والنصرانية فصغار النصارى ومجانينهم يسمون نصارى.