م: وقال المجد: والصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية فإنا نفسق المقلد فيها كمن يقول بخلق القرآن أو أن علم الله مخلوق أو أن أسماءه مخلوقة أو أنه لا يُرى في الآخرة أو يسب الصحابة تدينا أو أن الإيمان مجرد اعتقاد وما أشبه ذلك، فمن كان عالما بشيء من هذه البدع يدعو إليه ويناظرعليه فهو محكوم بكفره نص أحمد على ذلك في مواضع .. اهـ. وقد ذكر الشيخ ابا بطين الخلاف بين هذين القولين في الدرر والانتصار، والصحيح الجمع بينهما على حسب اختلاف الزمانين، وابن تيمية في أول رسالته التسعينية لما ناقش بعض علماء أهل الأهواء والبدع في وقته وظهر له عنادهم قال لهم ورفع صوته وقال: (يا زنادقة ويا كفار ويا مرتدين) راجع كشف الشبهتين ص 32، وفي الرد على البكري قال لبعض علمائهم وقضاتهم (وأنتم عندي جهال لا تكفرون أو نحوه اهـ) 0 والمعاند قسمان: 1 ـ معاند صريح 2 ـ شبيه بالمعاند وهو من كانت شبهته غير سائغة، ولا حظ له؟ من النظر 0
ش: للشيخ علي الخضير تفصيل لطيف في من ضل في مسئلة خفية في كتابه الطبقات، قال فك الله أسره:
أ ـ أن أهل الأهواء والبدع غير المخالفين في أصل الإسلام والمسائل الظاهرة إنما خالفوا في المسائل الخفية: إن كان في أول ظهورهم وحتى مع النقاش الأول لهم وحتى لو حاربوا فإنهم لا يكفرون لا بنفس البدعة ولا بالتمكن، وعليه ينزل كلام علي وسعد ومن معهم من الصحابة رضي الله عنهم في الخوارج. وعليه ينزل كلام من عاصر أوائل المعتزلة من أهل الحديث، وعليه ينزل كلام من عاصر أوائل الاشاعرة غير الغلاة وهكذا.
ب ـ إذا استطال أمرهم وكثر النقاش لهم من أهل السنة حتى أصبح خلافهم وضلالهم معلوما علما ظاهرا أشبه ما يكون بالمسائل الظاهرة فهنا يكفرون وينزل حالهم هذه حال المعاند حكما، وعليه ينزل تكفير أبي أمامة رضي الله عنه للخوارج الذين عاصرهم وهم غير الحرورية فقد روى ابن ماجة عن أبي أمامة قال شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء وخير قتيل من قتلوا كلاب أهل النار قد كان هؤلاء مسلمين فصاروا كفارا قلت يا أبا أمامة هذا شيء تقوله قال بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه الترمذي فقال: عن أبي غالب قال رأى أبو أمامة رؤوسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) إلى آخر الآية قلت لأبي أمامة أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم اسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه قال أبو عيسى هذا حديث حسن. وعلى هذا القول ينزل صنيع أهل الحديث مع المعتزلة الذين عاصروهم بعدما اتضح الحق