فهرس الكتاب
الصفحة 54 من 127

وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب ، فغير مستنكرٍ أَنْ يزولَ بزوالِ أعظم أعمالِ الجوارح (1) ، ولا سيَّما إذا كان ملزوماً لعدم محبَّة القلب وانقياده الذي هو ملزومٌ لعدم التَّصديق الجازم كما تقدَّم تقريره ، فإِنَّه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح ، إذْ لو أطاع القلب وانقاد ، أطاعت الجوارح ، وانقادت، ويلزمُ من عدم طاعته وانقياده عدم التّصديق المستلزم للطَّاعة ، وهو حقيقة الإيمان ، فإن الإيمان ليس مجرَّد التَّصديق كما تقدَّم بيانه ، وإِنَّما هو التَّصديق المستلزِم للطَّاعة والانقياد ، وهكذا الهدى ليس هو مجرَّد معرفة الحقِّ وتبيُّنه ، بل هو معرفته المستلزمة لاتِّباعه ، والعمل بموجبه ، وإِنْ سمِّي الأوَّل هدى ، فليس هو الهدى التّامّ المستلزم للاهتداء ، كما أَنَّ اعتقاد التَّصديق ، وإِنْ سُمِّي تصديقاً ، فليس هو التصديق المستلزم للإيمان ، فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته )) (2) .

(1) هذا تقرير ضمنيّ منه رحمه الله ، بأنّ بعض أعمال الجوارح كالصّلاة شرطٌ في صحّة الإيمان كأعمال القلوب يزول الإيمان بزوالها.

(2) انظر"كتاب الصلاة" (ص 53، 54) (المكتب الإسلامي) ، ط1 - 1401هـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام