فهرس الكتاب
الصفحة 53 من 127

وها هنا أصلٌ آخرُ ، وهو أنَّ حقيقة الإيمان مركَّبةٌ من قولٍ وعمل . والقول قسمان: قول القلب ، وهو الاعتقاد ، وقول اللسان ، وهو التكلم بكلمة الإسلام . والعمل قسمان: عمل القلب ، وهو نيَّته وإخلاصه ، وعمل الجوارح ، فإذا زالَت هذه الأربعة ، زالَ الإيمانُ بكمالِه ، وإذا زالَ تصديقُ القلب ، لم تنفع بقيَّة الأجزاء ، فإنَّ تصديقَ القلب شرطٌ في اعتقادها وكونها نافِعةً. وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصِّدق ، فهذا موضعُ المعركة بين المرجئة وأهل السُّنة ، فأهلُ السُّنة مجمعون على زوالِ الإيمان ، وأَنَّه لا ينفع التَّصديق مع انتفاءِ عملِ القلب ، وهو محبَّته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدقَ الرَّسول ، بل ويقرُّون به سرّاً وجهراً ويقولون: ليس بكاذب ، ولكن لا نتَّبعه ، ولا نؤمن به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام