ورجَّحوا عدم إِكْفار تارك الصَّلاة كتارك الصَّوم والزَّكاة ،إلاَّ إذا تركها جُحوداً أو إِباءً أو استنكافاً. ولم يُنْقَل عن أحدٍ منهم أَنَّ الصَّلاة عمل وليست اعتقاداً ولا يكفُرُ تاركَ العمل ! كما أَنَّهم لم يعدّوا من يكفِّر تاركها بمثابة الخوارج الَّذين يكفِّرونَ بالذُّنوب ، وهذا إقرارٌ منهم أَنَّ تاركّ العمل قد يخرج من الملَّة ، لكن لم يترجَّحْ عندهم ذلك في شأْنِ تارك الصَّلاة.
سادساً: هناك من فقهاء المذاهب الذين نقلْتُ عنهم ممَّن كفَّر بالقول أو العمل لكن علَّل ذلك بعباراتٍ لم تُعْهد من السَّلف - تدلُّ على تأثُّرهم بالمرجئة -. كقولهم: هذا الفعل ليس كفراً لكنّه يدلُّ على الكفر ، أو علامة على الكفر (1) . وكقولهم: لم يكفر بالعمل لكن كَفَرَ للاستخفاف (2)
(1) و قد نسب هذا الرأي الشهرستانيّ لبشر المريسيّ من المرجئة فقال: (( و إلى هذا المذهب ميل ابن الرواندىِّ وبشر المريسيِّ قالا: (( الإيمان هو التَّصديق بالقلب واللسان جميعاً والكفر هو الجحود والإنكار ، والسجود للشمس والقمر والصنم ليس بكفر في نفسه ولكنه علامة الكفر ) ))) انظر:"الملل والنحل" (1/144) دار المعرفة . ط1404 هـ.
(2) وقد نسب هذا الرأي إلى المرجئه ، الشهرستانيّ في"الملل"و أبو الحسن
الأشعريّ في"المقالات"وأقره شيخ الإسلام. قال أبو الحسن: (((الفرقة العاشرة ) : من المرجئة أصحاب أبي معاذ التومني …وكان أبو معاذ يقول: من قتل نبياً = = أو لطمه كفر وليس من أجل اللّطمة كفر ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له ))انظر:"مجموع الفتاوى" (7/547)