فهرس الكتاب
الصفحة 548 من 639

> يكون ذكراً إذا تضمنت اسماً من أسمائه . > > الثاني: أن السلام مصدر بمعنى السلامة ، وهو المطلوب المدعو به عند التحية ، لأنه > ينكر بلا ألف ولام ، فيجوز أن يقول المسلم: سلام عليكم ، ولو كان اسماً من أسمائه تعالى > لم يستعمل كذلك ، بل كان يطلق عليه معرفاً كما يطلق على سائر أسمائه الحسنى . فيقال: > السلام ، المؤمن ، المهيمن ، فإن التنكير لا يصرف اللفظ إلى معين ، فضلاً عن أن يصرفه > إلى الله وحده ، بخلاف المعرف فإنه ينصرف إليه تعييناً إذا ذكرت أسماؤه الحسنى . ويدل > على ذلك عطف الرحمة والبركة عليه في قوله: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولأنه لو > كان اسماً من أسمائه تعالى لم يستقم الكلام بالإضمار ، وذلك خلاف الأصل ولا دليل > عليه ، ولأنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى ، وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة > خبراً ودعاء . > > قال ابن القيم: والصواب في مجموعهما أي: القولين ، وذلك أن من دعا الله بأسمائه > الحسنى يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب > لحصوله ، حتى كأن الداعي مستشفع إليه ، متوسل به . فإذا قال: رب اغفر لي ، وتب علي > إنك أنت التواب الرحيم الغفور ، فقد سأله أمرين ، وتوسل إليه باسمين من أسمائه ، > مقتضيين لحصول مطلوبه وهذا كثير جداً وإذا ثبت هذا فالمقام لما كان مقام طلب السلامة > التي هي أهم ما عند الرجل أتى في طلبها بصيغة اسم من أسمائه تعالى ، وهو السلام الذي > تطلب منه السلامة . > فتضمن لفظ السلام معنيين . > > أحدهما: ذكر الله تعالى كما في حديث ابن عمر . > > والثاني: طلب السلامة وهو مقصود المسلم . فقد تضمن ' سلام عليكم ' اسماً من > أسماء الله ، وطلب السلامة منه . انتهى ملخصاً . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام