فهرس الكتاب
الصفحة 446 من 639

> أصل نيته ؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف ، حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري ، > ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك ، وأنه يجازى بنيته الأولى ، وهو مروي عن الحسن البصري > وغيره . ويستدل لهذا القول بما أخرجه أبو داود في مراسيله عن عطاء الخراساني أن رجلاً > قال: يا رسول الله إن بني سلمة كلهم يقاتل ، فمنهم من يقاتل للدنيا ، ومنهم من يقاتل > نجدة ، ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله ، قال: ' كلهم إذاً كان أصل أمره أن تكون كلمة الله > هي العليا ' وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل مرتبط آخره بأوله ، > كالصلاة والصيام والحج ، فأما ما لا ارتباط فيه ، كالقراءة والذكر ، وإنفاق المال ونشر > العلم ، فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه ، ويحتاج إلى تجديد نية . فأما إذا عمل العمل لله > خالصاً ، ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين ، ففرح بفضل الله ورحمته ، > واستبشر بذلك ؛ لم يضره . > > وفي هذا المعنى جاء في حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل العمل > من الخير ، يحمده الناس عليه ، فقال: ' تلك عَاجلُ بُشرى المُؤمِن ' رواه مسلم انتهى > ملخصاً . > > إذا تبين هذا ؛ فقد دل الكتاب والسنة على حبوط العمل بالرياء ، وجاء الوعيد بالعذاب > عليه ، قال الله تعالى: ^ ( مَن كان يُريدُ الحيوة الدنيا وزينتها نُوف إليهم أعملهُم فِيها وَهُم فيها لاَ > يُبخسُونَ * ) [ هود: 15 ] والآية بعدها وروى مسلم في ' صحيحه ' حديث الثلاثة الذين هم > أول من تُسعرُ بهمُ النار ، المقاتلَ ليقال جريء ، والمتعلمُ ليُقال عالمُ ، والمُتصدق ليُقالَ > جوادٌ ' > > فأما ما رواه البزار وابن منده والبيهقي عن معاذ بن جبل مرفوعاً ' مَن عملَ رياءً لا > يُكتَب لاَ لهُ ، ولاَ عليه ' . > > ذكره السيوطي في ' الدر ' ولم أقف على إسناده فما أظنه يثبت ، والكتاب > والسنة يدلان

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام