> المقدس دائماً إلى أن يقاتلوا الدجال ، بل قد تكون في موضع آخر ، لكن لا تخلو الأرض > منها حتى يأتي أمر الله . قلت: وهذا هو الحق فإنه ليس في الشام منذ أزمان أحد بهذه > الصفات ، بل ليس فيه إلا عباد القبور ، وأهل الفسق وأنواع الفواحش والمنكرات ، ويمتنع > أن يكونوا هم الطائفة المنصورة ، وأيضاً فهم منذ أزمان لا يقاتلون أحداً من أهل الكفر ، > وإنما بأسهم وقتالهم بينهم . وعلى هذا فقوله في الحديث: هم ببيت: المقدس . وقول معاذ: > هم بالشام . المراد أنهم يكونون في بعض الأزمان دون بعض ، وكذلك الواقع فدل على ما > ذكرنا . > > قوله: ( تَبَارَكَ وتعالى ) . قال ابن القيم: البركة نوعان: أحدهما بركة وهي فعله تبارك > وتعالى ، والفعل منها بارك ، ويتعدى بنفسه تارة وبأداة ' على ' تارة ، وبأداة ' في ' تارة > والمفعول منها مبارك ، وهو ما جعل كذلك فكان مباركاً بجعله تعالى . والنوع الثاني بركة > تضاف إليه بإضافة الرحمة والعزة ، والفعل منها تبارك ، ولهذا لا يقال لغيره ذلك ولا يصلح > إلا له عز وجل ، فهو سبحانه المتبارك وعبده ورسوله المبارك . كما قال المسيح عليه > السلام: ! 2 < وجعلني مباركا أين ما كنت > 2 ! [ مريم: 31 ] فمن بارك الله فيه وعليه فهو المبارك ، > وأما صفة تبارك ، فمختصة به كما أطلقها على نفسه بقوله: ! 2 < فتبارك الله رب العالمين > 2 ! > [ غافر: 64 ] ^ ( تبرك الذي بيدهِ المُلكُ وَهُوَ عَلى كُل شيءٍ قدير * ) ^ [ الملك: 1 ] أفلا تراها كيف > طردت في القرآن جارية عليه مختصة به لا تطلق على غيره ، وجاءت على بناء السعة > والمبالغة ، كتعالى وتعاظم ونحوه ، فجاءت تبارك على بناء تعالى الذي هو دال على كمال > العلو ونهايته ، فكذلك تبارك ، دال على كمال بركته وعظمتها وسعتها . وهذا معنى قول من > قال من السلف تبارك: تعاظم . وقال ابن عباس: جاء بكل بركة واعلم أن هذا الحديث > بجملته مما عد من الأدلة على الشهادتين فإن كل جملة منه وقعت كما أخبر بها صلى الله عليه وسلم . >