فهرس الكتاب
الصفحة 307 من 639

> أهل الحديث من العرب وغيرهم ، فإن قيل: فلم خصصه بالعرب ؟ قيل: المراد التمثيل لا > الحصر ، أي: أن العرب إن استقاموا على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهم الطائفة > المنصورة حال استقامتهم . قال القرطبي: وفيه دليل على أن الإجماع حجة ، لأن الأمة إذا > أجمعت فقد دخل فيهم الطائفة المنصورة . وقال المصنف: وفيه الآية العظيمة أنهم مع > قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم . والبشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال > فيما مضى ، بل لا تزال عليه طائفة . > > قوله: ( حتى يأتي أمرُ الله ) . الظاهر أن المراد بأمر الله ما روي من قبض من بقي من > المؤمنين بالريح الطيبة ، ووقوع الآيات العظام ، ثم لا يبقى إلا شرار الناس كما روى > الحاكم . وأصله في ' مسلم ' عن عبد الرحمن بن شماسة أن عبد الله بن عمرو قال لا تقُوم > السَّاعة إلا على شِرارِ الخلق ، هم شر من أهل الجاهلية . فقال عقبة بن عامر لعبد الله: اعلم > ما تقول ، وأما أنا فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ' لا تزالُ عصابةٌ من أُمتي يقاتلون على أمر الله ، > ظاهرين لا يضُرُّهم من خَالفَهم حتى تأتيهُمُ الساعةُ على ذلك ' فقال عبد الله: ويبعثُ الله > ريحاً ريحها المسك ، ومسها مسُّ الحرير ، فلا تترك أحداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا > قَبَضَتْهُ ، ثم يبقى شِرَارُ الناس فعليهم تقوم الساعة . > > وفي ' صحيح مسلم ' عن ابن مسعود مرفوعاً: ' لا تَقُومُ السَّاعةُ إلا على شِرار النَّاس ' > وفي ' صحيحه ' أيضاً: ' لا تقومُ الساعة حتى لا يُقال في الأرض اللهُ اللهُ ' وذلك إنما يقع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام