فهرس الكتاب
الصفحة 2 من 639

> الأولى بنا هو بيان ما وضع لأجله الكتاب لعموم الضرر والفساد الواقع > من مخالفة ما فيه . > > والأصل في ذلك هو العراض عن الهدى والنور الذي أنزله الله تعالى على > رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة ، والاستغناء عن ذلك > بمتابعة الآباء والأهواء والعادات المخالفة لذلك . > > ولهذا كرر الله تعالى الأمر بمتابعة الكتاب والسنة في مواضع كثيرة من > القرآن ، وضرب الأمثال لذلك ، وأكده وتوعد على الإعراض عنه ، وما > ذاك إلا لشدة الحاجة ، بل الضرورة إلى ذلك فوق كل ضرورة ، فإنه لا صلاح > للعبد ولا فلاح ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بذلك ، ومتى لم يحصل ذلك > للعبد فهو ميت . > > كما قال تعالى: ^ ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلناه له نورا يمشي به في > الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه . . . ) ^ الآية . > > فسمى سبحانه وتعالى الخالي عن هذا الهدى والنور ميتا ، وسمى من حصل > له ذلك حيا ، وذلك أنه لا مقصود به في حياة الدنيا إلا توحيد الله تعالى ، > ومعرفته وخدمته ، والإخلاص له ، والاستلذاذ بذكره ، والتذلل لعظمته ، > والانقياد لأوامره ، والإنابة إليه ، والإسلام له ، فإذا حصل هذا للعبد فهو الحي > بل قد حصلت له الحياة الطيبة في الدارين . > > كما قال تعالى: ^ ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة > طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ^ فإذا فاته هذا المقصود > فهو ميت ، بل شر من الميت . > > قال الله تعالى: ^ ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام