> جرحاً ولا تعديلاً ، فهو إذا مجهول الحال لا يجوز الاحتجاج بخبره ، لا سيما فيما يخالف > نصوص الكتاب والسنة . > > الثاني: قوله: عن أبي سعيد المكي أشد جهالة من الأول ، فإن مشايخ ابن وهب > المكيين معروفون كداود بن عبد الرحمن ، وزمعة بن صالح ، وابن عيينة ، وطلحة بن عمرو > الحضرمي ، وابن جريج ، وعمر بن قيس ، ومسلم بن خالد الزنجي ، وليس فيهم من يكنى > أبا سعيد ، فتبين أنه مجهول . > > الثالث: إن قلنا بتقدير ثبوته ، فليس فيه دليل على دعاء الميت والغائب ، غاية ما فيه أنه > توجه به في دعائه ، فإن هذا من دعاء الميت ؟ فإن التوجه بالمخلوق سؤال به لا سؤال منه ، > والكلام إنما هو في سؤال المخلوق نفسه والاستغاثة به فيما لا يقدر عليه إلا الله ، > وكل أحد يفرق بين سؤال الشخص ، وبين السؤال به ، فإنه في السؤال به قد أخلص الدعاء > لله ، ولكن توجه على الله بذاته أو بذاته أو بدعائه . وأما في سؤاله نفسه ما لا يقدر عليه إلا الله ، فقد > جعله شريكاً لله في عبادة الدعاء ، فليس في حديث الأعمى ، وحديث ابن حنيف هذا إلا > إخلاص الدعاء لله كما هو صريح فيه ، إلا قوله ، يا محمد إني أتوجه بك ، وهذا ليس فيه > المخاطبة لميت فيما لا يقدر عليه ، إنما فيه مخاطبته مستحضراً له في ذهنه كما يقول > المصلي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . > > الرابع: أنهم زعموا أنه دليل على دعاء كل غائب وميت من الصالحين ، فخرجوا عما > فهموه من الحديث بفهمهم الفاسد إلى أنه دليل على دعاء كل غائب وميت صالح ، ولا دليل > فيه أصلاً على دعاء الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بعد موته ، ولا في حياته فيما لا يقدر عليه ، ثم لو كان فيه > دليل على ذلك لم يكن فيه دليل على دعاء الغائب والميت مطلقاً ، لأن هذا قياس مع وجود > الفارق ، وهو باطل بالإجماع ، إذ ما ثبت للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] من الفضائل والكرامات لا يساويه فيه > أحد ، فلا يجوز قياس غيره عليه ، وأيضاً فالقياس إنما يجوز للحاجة ولا حاجة إلى قياس > غيره عليه ، فبطل قياسهم بنفس مذهبهم ، هذا غاية ما احتجوا به مما هو موجود في بعض > الكتب المعروفة ، وما سوى هذه الأحاديث الثلاثة فهو مما وضعوه بأنفسهم ، كقولهم: إذا > أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ، وقولهم: لو [ أحسن ] أحدكم ظنه بحجر > لنفعه . قال ابن القيم: وهو من وضع المشركين عباد الأوثان . > > > > >