الأخرين، لأن هذا، يعَدُّ ماذا؟ أول شيء، يعد شركاً، لأنك دمرت توحيد المصدر"لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ثم هو ضلال، ثانياً: من أسباب الهَلَكة. يكون من أسباب الهلكة ..
و إذا شئتم التوسع في هذا الموضوع، فعليكم بكتاب"سيد قطب"رحمه الله"معالم في الطريق"، عندما تكلم في بداية كتابه عن"جيل قرآنى فريد"وبين لماذا الجيل الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جيلاً منفرداً، لا مثيل له، وبين من أسباب ذلك، أنهم كانوا يوحِّدون المصدر، لا يأخذون من أي فكرٍ آخر، .. الآن حتّى المسلم والجماعات - يقولون: «عليك أن تقرأ كلام الفلاسفة المعاصرين، واقرأ، واقرأ .. » ، وهو لا يقول إقرأها مِن أجل أن تعرف ضلالاتها، ولكن يعتبرها جزءاً من تشكيل عقلية المسلم في هذا العصر، وإذا سألته عن آية أو حديث، في موضوعٍ من المسائل، لا يعرفها، وإذا سألته عن قول"دوركايم"وقول"كانت"وقول"ماركس"و قول"انكلس"، قول هؤلاء الفلاسفة، فتراه ينطلق بطلاقة ويعتبر أن ترديد مثل هذه الأسماء في محاضرته، علأمة من علامات التحضُّر، أما أن يذكر"قال الله تعالى"و .. يقول:"إإه!! أنت أمام ناسٍ متحضرين! وهؤلاء لا يؤمنون بالقرآن، فلماذا تكلم بالقرآن؟".، فيعتبر أن في محاضرته ودروسه، ترداد الآيات والأحاديث، هو علأمة .. ، ليس من علامات الفكر المتحرر! .. عليك أن تذكر ماذا قال الشرق وماذا قال الغرب .. ، حتّى صار الآن نرى خطيباً أمام المسلمين الموحدين، وهو يقول:"وقال النائب الفلانى في المجلس الكنكرس الأمريكي!! .. و النائب الفلانى في المجلس الإنكليزي، قال كذا في مدح الإسلام"!! .. كأن الإسلام يحتاج في مثل هؤلاء، حتّى يشهد له ..
الحق الكامل موجودٌ في الكتاب والسنة، لسنا بحاجة .. إخواني! تيقَّنوا لسنا بحاجة، إسلامنا يستوعب الزمان والمكان، أيّ مسألة من مسائل الحياة، تريدها من مسائل القيم والمفاهيم التي تحتاجها في حياتك، موجودة في الكتاب والسنة ومالم يكن في الكتاب والسنة، فقد عفي الله أن يعلمك إياه، لأنه لا ضرورة لك في حياتك، فيكون من أمثال أمور المنتهي العقول التي تضيع الوقت والجهد في البحث عنها، دون نتيجة .. ، لو أردنا أي مسألة، الله لم يخبرنا بها .. ، مثل المسائل التي شغل بها كثير من المفسرين وكثير من البحَّاثة في تاريخنا، مثل مسألة"ما لون الكلب الذي كان مرافقاً لأهل الكهف؟".. مسألة لا قيمة لها، تعرفها أو لا .. كذلك هناك مسائل كثيرة على هذا المجرى وهذا المنوال، ما نحتاج إليها ..
إذن القرآن والسنة وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم هي المُشَكل الوحيد لشخصيتك أنت. فقولهم أن الحضارات الأخري، ممكن أن تَمُدَّ إسلامنا، أو إسلامنا بحاجة إليها، ..
هؤلاء ضُلّالٌ، هؤلاء لن تكون خلافتهم إذا أقاموها على منهاج النبوة [1] ، بتشكيل شخصية المسلم التي تَشكلت به الدولة ..
(1) يشير الشيخ إلي الحديث الذي روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:"تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إذا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إذا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إذا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إذا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ»."
{رواه أحمد (18430) عن حذيفة بن اليمان، قال الهيثمي (5/ 189) :"رواه أحمد في ترجمة النعمان بن بشير، والبزار أتم منه، والطبراني ببعضه في الأوسط ورجاله ثقات". وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة) رقم 5. وقال الأرناؤوط في تحقيق المسند:"إسناده حسن"} .