فهرس الكتاب
الصفحة 80 من 224

الخوارج .. ولورود ذكرهم في الأحاديث، فإن الأنظمة والحكومات، على مدار التاريخ، استخدمت هذا الإسم - أي الخوارج - من أجل أن يقبِّح صورة كل من يخرج عليهم، فأطلق عليهم"الخوارج"من أجل تنفير الناس عن اللحوق بهم، ولذلك حتّى أُتهم بها كبار أئمة أهل السنة، حتّى الإمام أحمد رحمه الله، والإمام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم رحمه الله أُتُّهِمُوا بأنهم خوارج، ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في نونيته، إقرؤوا النونية في المجلد الأول (فصل في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج وبيان شبههم المحقق بالخوارج) ..

فإنتبهوا لهذه المسألة ولاتخافوا تهمة الخوارج! ..

الفرقة الثانية التي نحن بسدد الكشف عنها والتعريف بعقائدها، فرقة المعتزلة.

"المعتزلة"هذا اسمٌ كثر الحديث عنه في كتب أهل السنة والجماعة، وكذلك حدث صراع مرير بين أهل السنة والجماعة وبينهم، وهذه الفرقة نشأت تاريخياً للذكر - نحن كما إتفقنا وكما قلنا - أننا لا نطيل في أى فرقة كثيراً، ولكنها نمر عليها، حتّى إذا مرت معنا خلال الدروس القادمة، نعلم منه الصورة الواضحة أو شبه الواضحة منها."المعتزلة"، ذكر في سبب تسميتها بهذا الإسم، أسباب كثيرة لكن أشهرها - أى المذكور في كتب العلماء - أنه كان هناك رجلٌ يسمى"واصل بن عطاء"، هذا واصل بن عطاء الغزال، كان من جلساء الحسن البصرى - من أئمة التابعين الصغار -، فاختلفوا يوماً في مسألة المؤمن، إذا فسق، إذا أصاب معصية كبيرةً، ما حاله؟

أهل السنة والجماعة يقولون هو مسلمٌ ولكن لا يجوز أن يطلق عليه لفظ المؤمن بل يقال له: مسلم أو فاسق مِلِّي، والخوارج كفَّروه، قالوا: إذا أصاب كبيرةً فهو كافر ..

واصل بن عطاء قال:"لا مسلم، ولا كافر، ولا مؤمن"! - ما هو؟ - قال:"هو فاسق". هذه، منزلة ما بين إسلام الرجل وما بين كفره، مرتبة الفسق، - قال، وقالت المعتزلة -، هذه المرتبة في الدنيا نعامله معاملة المسلمين، لكن لا يجوز لنا أن نطلق عليه لفظ الإسلام ولا يجوز لنا أن نطلق عليه لفظ الإيمان، هو فاسق، في الدنيا نعامله معاملة المسلمين، أما في الآخرة مئآله إلى النار، خالداً فيها!! إذن هم في الدنيا، يفرِّقون في الإسم، ويوحِّدون في العمل مع المسلمين، في الدنيا يفارقون بإطلاق لفظ الفسق على"الفاسق الملِّي". - الفاسق الملي، أي الفاسق المنتسب إلى الإسلام -.

واصل بن عطاء قال: نسميه الفاسق، فهو - والمعتزلة - وافقوا أهل السنة، في التسمية، ويلتقون مع الخوارج في مصير الشخص الذي إرتكب الكبيرة، ويقولون هو في النار خالداً فيها!

إخواني! المعتزلة كثر، وطرائقهم ومناهجهم كثيرة، وكل رجلٍ واحد فيهم له مذهب وله طريقة، ولكن تجمعهم"الأصول الخمسة".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام