فهرس الكتاب
الصفحة 139 من 224

الزوجة، كتحصيل المال، كتحصيل الملك وتحصيل الخلد و .. ، هذه هي القوة الدافعة لدى الإنسان .. ثم"العلم"..

ولذلك إذا كان العلم مُشَوَّهاً لدى الإنسان، كانت إرادة الإنسان مشوهة، وكانت النتيجة، أن الإنسان"كلٌّ على مولاه، أينما يوجِّهه لا يأتي بخير". [1]

أهمية موضوع الإيمان في حياة المسلم:

أنا، الذي أعتقده، أن حركة الإنسان متقيدة بما يسمى بـ"الإيمان"..

الرجل، إذا قال"أنا شيوعي"، هذا الذي يعتقده، فحركة حياته على وفق ما يعتقده، وتستطيع أن تجمل الشيوعية في الجملة - بالنسبة لهذا الإنسان -، هي تُعتبر، الدينام المحرك لهذا الإنسان، [2] لأي نقطةٍ، أو أي قاعدة، يرتكز عليها هذا الإنسان، فتتحرك إنفعالاتُه وسلوكياته على وفق ما يعتقده، وتستطيع أن تحدد حركة حياته من خلال هذه الجملة التي يقولها:"أنا شيوعي"..

إذا قال الرجل:"أنا نصراني"، إذا قال:"أنا يهودي"، فتتحدد فِكرتُه في نقطة ما يرجع إليها ..

وبالنسبة إلى الإسلام - هكذا -، في نقطةٍ واحدةٍ، تغيير هذا الإنسان، إذا تشوهت، تشوه الإنسان المسلم بعد ذلك، وإذا توضحت هذه النقطة، صار الإنسان، سليماً معافى لا يعبد إلا إلهً واحداً، وينطلق وهو بعيد عن المظاهر التشوهات النفسية والسلوكية في حياته ..

هذه النقطة، هي التي صنعت المسلم الصحابي، بوضوحها وجلاءها وصحتها، وموافقتها للحق .. وهذه النقطة، بفسادها، هي التي صنعت المسلم المشوه، في العصور الفائتة وفي عصورنا هذه .. ، هذه النقطة هي موضوع فهم الإيمان ..

قلنا أول نقطةٍ بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي أنه قال لهم:"قولوا لا إله إلا الله، محمد رسول الله"فلما قالوا هذه الكلمة، صار الإنسان - منهم -، إنساناً آخراً، وكل ما أتى بعدها من تشريع ومن دين ومن عطاءٍ للصحابي في حركة الحياة لخدمة دين الله وفي عبوديته لله، هو منطلق من هذه الكلمة العظيمة.

ونحن من هذه الكلمة العظيمة، بسبب المفاهيم المشوة، نصنع مثل هذا الضلال الذي نعيش، بسبب ضلال فهمنا لهذه الكلمة، نحن كذلك .. وبسبب وضوح الحق في هذه الكلمة، لدى الصحابي، كان إنساناً سليماً معافي، حركته وحركة الحياة فيه، حركة موافقة للحق، وبعد ذلك صنعت النتائج الدنيوية والنتائج الأخروية ..

(1) قال تعالي: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) . النحل 76.

(2) قال تعالي: ( .. قل بئسما يأمرکم به إيمانکم إن کنتم مؤمنين) البقرة 93 ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام