عن بلادنا، بماذا؟ لأنها لا تقول لا اله الاالله! فقط! فقط تقول، ها! تقول وتعتقد ما تعتقد بالنسبة لله وبالنسبة لأي قضية .. - عند هؤلاء - أن بريتانيا ليست بمسلمة، لأنها لاتقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) . فإذن بريتانيا الآن يكفيها لأن تسلم أن تقول (لا إله إلا الله) وبعد ذلك لها أن تشرع ما تشرع من القوانين، والمَلَكة هي الملكة والبرلمان هو البرلمان والتنظيمات هي التنظيمات، .. مايتغير شيء .. ، فقط تصبح مسلمة بماذا؟ بقول لااله الاالله، وخلاص! تحل المشكلة! ..
إلى أي درجة عادت الجاهلية من جديد؟! إلى أي درجةٍ الواقع الذي نحن نعيش فيه بئيس!، إلى أي درجة نحن فيه من البلاء؟! والله عزوجل يرحمنا! ..
قلنا نتكلم عن رئوس الفرق، سنمر عليها سريعاً، لأن مجال شرح هذه الفرق يطول، لأن هذه الفرق سَتَمُرُّ أسماءها كثيراً علينا في موضوع الإيمان، فلذلك، يجب أن يكون عندنا نوع يسير من الإطلاع عن هذه الفرق ومبادئها وعقائدها.
أول فرقة نريد أن نخوض فيها وهي"الخوارج". تعرفون القصة لا أريد أن أطول كثيراً، تعرفون أن علياً رضي الله عنه بويع بالخلافة من أهل المدينة، من أهل الحل والعقد في المدينة بعد أن قتل مظلوماً عثمان رضي الله عنه، فأبي أهل الشام أن يبايعه حتّى يقتلوا قصاصاً قتلة عثمان، لأنهم ادعوا أنهم أولياؤه [1] ..
المهم! قام ماقام من الفتن بين المسلمين، في معركة الجمل التي بدأت بتحريض من بعض المنافقين بين فرقة عائشة وفرقة علي رضي الله عنهم، وهي ذاهبة إلى الشام ..
وبعد ذلك وقع موقعة صفين. في موقعة صفين، كاد جيش علي أن يغلب جيش معاوية لكنهم التجأوا إلى حيلة"طلب التحكيم".. قيل: رُفع المصاحف أولاً - و إن كنت أظن أن هذا، يعني رفع المصاحف كذبٌ، لأن المصاحف كان في ذلك الزمان قليلة جداً، فأظن تاريخياً أن هذا الكلام كذبٌ - لكنهم اتفقوا على قضية التحكيم، فقام علي رضي الله عنه، أبي عن ذلك، لأنه رأى في ذلك ألعوبة، وهو خليفة يجب على هؤلاء أن يبايعوه، وكيف يتنازل، والتحكيم تنازلٌ، قالوا - أي ناس من جنوده: هؤلاء طلبوك إلى حكم الله .. ، القضية طويل ..
(1) للمزيد من التفصيل في هذا الموضوع راجع کتاب"العواصم من القواصم"للإمام أبي بکر ابن العربي رحمه الله وکتاب"الخلفاء الراشدون بين الأستخلاف والأستشهاد"للدکتور صلاح عبدالفتاح الخالدي.