إلى التوحيد .. ، الحديث .. ، لماذا الحديث؟ لماذا علوم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ليقيم التوحيد في قلوب الناس، .. أي مسألة .. ، لماذا الجهاد؟ لإقامة التوحيد، .. القضية: التوحيد. القرآن كتاب التوحيد .. ، فإذا هذه القضية، كانت مشوهة، خلاص! إذهب، كما يصنع كثير من بلاد المسلمين ومساجدهم - لانحتقر هذه، لكن نبين الصور، كيف الأمور صارت سرطانية في أبداننا -، .. ، ما هو التشوه؟ هو التضخم أكثر من اللازم والظهور أقل من الحقيقة .. ، فالمسلم الآن، في المساجد، لمّا يريد أن يعبد الله ويصنع خيراً، ماذا يصنع؟ يذهب ويقول، إقرأوا التجويد .. ، فتجد حلقات التجويد دائماً، لمّا كسلوا، يتركون حلقات التجويد، ولما نشطوا، ماذا يصنعون؟ حلقات التجويد. وهكذا .. ، إسمع، واقرأ القرآن، إعمل ما شئت، ولكنك لن تستفيد حتّى تفهم هذه القضية التي سنتكلم عليها، سنتكلم عنها بوضوح، وهي التي تفيدنا في الأحكام على الناس، وهي التي تفيدنا في تربية أنفسنا، ومقدار عمق حركاتنا، إنطلاقاً من هذه القضية الكبري ..
نشرح بإذن الله وتوفيقه وهدايته وإرشاده،"مسمى الإيمان"، عند أهل السنة والجماعة:
تعلمون إخواني أن سورة"الفاتحة"هي لُبُّ القرآن و"السبع المثاني" [1] ، وسمَّاها النبي صلى الله عليه وسلم"القرآن العظيم" [2] ولذلك قال العلماء:"أن الفاتحة هي تحوي القرآن كلَّه»، وهذا حق. الراجع إليها يرى أن ما خرج في القرآن من تشريعات وأحكام وعطاءات كله تجد أصله ولُبّه في داخل الفاتحة، فقال علماؤنا عليهم رحمة الله"أن التوحيد مداره على آيةٍ، هي لُبّ الفاتحة، وهي قوله سبحانه وتعالي: (إياك نعبد وإياك نستعين) "، دين الله عزوجل، كله مربوط بلُبِّ الفاتحة، (إياك نعبد وإياك نستعين) [3] .."
كما ترون، العبادة هي القصد، أنت تفعل فعلاً تقصد به أحداً ..
ما معنى العبد؟ العبد لغتاً: الطائع، الخاضع، الممتثل للأمر .. إذن هو يعمل أمراً، يمتثل فيه .. ، فهو يعمل لسيده .. ، وإما أن يمتثل أمر سيده في حركته وسلوكه، لمجرد الأمر، كأن يقول له"قُم، كلْ، و .."، وقد لايكون عمل العبد في هذه الحالة خدمةً لسيده، ولا يخدمه بهذا
(1) قال تعالي: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر 87) .
(2) عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال في"الفاتحة": هي أم القرآن وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم". {رواه أحمد في المسند (9787) . قال الأرناؤوط: إسناده صحيح علي شرط الشيخين} ."
(3) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وقد جاء مأثوراً عن الحسن البصري، أن الله أنزل مائة کتاب وأربعة کتب، جمع علمها في الأربعة، وجمع علم الأربعة في القرآن، وجمع علم القرآن في المفصَّل، وجمع علم المفصل في أم القرآن، وجمع علم أم القرآن في هاتين الکلمتين الجامعتين: (إياک نعبد وإياک نستعين) . وإن علم الکتب المنزلة من السماء اجتمع في هاتين الکلمتين الجامعتين".
{مجموع الفتاوي 14/ص 7 و منهاج السنة 5/ 206} . وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:"وسر الخلق والأمر والکتب والشرائع والثواب والعقاب انتهي إلي هاتين الکلمتين وعليهما مدار العبودية والتوحيد، حتّي قيل: أنزل الله مائة کتاب وأربعة کتب، جمع معانيها في التوراة والأنجيل والقرآن، وجمع معاني هذه الکتب الثلاثة في القرآن، وجمع معاني القرآن في المفصل، وجمع معاني المفصل في الفاتحة ومعاني الفاتحة في (إياک نعبد وإياک نستعين) ". {مدارج السالکين 1/ 74}