الآخرين، لأن هذا، لا يلزم به أحد على أحد. - لأنه من المعلوم أن علمك بالشيء ملزم لك وحدك، وملزم لغيرك بالبينة الشرعية التي تقام بها الأحكام -".."

هذه النقطة، أحببت أن أنبه عليها، والكلام فيها كثيرٌ عند علماءنا، كلاماً رائعاً، خاصتاً ابن القيم رحمه الله، لَيتَكم تقرأون كتبه .. ، ووجدت أحد إخواننا قد إستفاد منها في تأليف كتاب، هناك أخٌ اسمه"رفاعى سرور" [1] ، له كتاب اسمه"قَدَر الدعوة"، هذا الأخ له أربعة كتب، قرأت منهم الثلاثة، من أروع الكتب، أنبِّه عليها، وأنبه إخواني وأدعوهم لقرائتها، الكتاب الأول:"قدر الدعوة"، - ناقلاً فقط كلام ابن القيم، تستطيعون أن تراجعوها ستجدون تفسيراً كاملاً لهذه القضية -، وله كتاب آخر إسمه"حكمة الدعوة"، وهو كذلك كتاب رائعٌ جداً، وكتاب آخر إسمه"أصحاب الأخدود"، وهو كذلك كتاب رائع جداً، وله كتاب آخر - لم أطلع عليه بعد - و هو كتاب إسمه"عندما ترعيا الذئاب الغنم"..

نحن نتابع قضية الإيمان لدينا .. الآن، جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم، إنتهينا من هذه النقطة ..

قبل أن أُتابع معكم، هل هناك فرقٌ بين الشرك والكفر؟ - لأنهما مصطلحات شرعية -.

علماؤنا يذكرون فَرْقاً، [2] ولكن على الحقيقة، لا يوجد فرق لماذا؟ ماهو السبب؟ ..

(1) الشيخ العلامة المجاهد"رفاعي سرور"، من علماء مصر، توفي أخيراً عن عمرٍ ناهز 65 عاماً، وذلک يوم الأربعاء 30 ربيع الأول 1433 ه .. الموافق 22 فبراير 2012 م. رحمه الله رحمة واسعة.

يقول عنه الدکتور"هاني السباعي"حفظه الله وأحسن عاقبته، في مقالٍ له بعنوان"أخيراً مات صاحب الأخدود": " لقد کان شيخنا العلامة رفاعي سرور من العلماء القلائل الصداعين بالحق الثابتين علي المنهج، فلم يدخل في دين الطاغوت ولم يتراجع قيد أنملة عن الحق .. ، الشيخ العلامة"رفاعي سرور"من الرعيل الأول للحرکات السلفية ذات التوجه الجهادي، ويعد من العلماء القلائل الذين صدعوا بالحق في وجه الطغاة، وتحملوا تبعة قولة الحق بالسجن والتعذيب والتضييق في الرزق، وفرضت عليه إقامة شبه جبرية لسنوات طويلة وهو صابر محتسب مع زهد وقناعة وحسن عبادة، ولا نزکي علي الله أحداً ... لقد ترک شيخنا رحمه الله للمکتبة الإسلامية نفائس فکرِية وعقدية کانت ولا تزال زاداً للشبيبة وللأجيال القادمة بإذن الله، ومن أهمها:"

1 -کتاب (عندما ترعي الذئاب الغنم) 2 - کتاب أصحاب الاخدود 3 - کتاب قدر الدعوة 4 - کتاب علامات الساعة (وهذا الکتاب لا يوجد له نظير في العصور القديمة ولا حديثة) 5 - کتاب حکمة الدعوة 6 - کتاب (المسيح عليه السلام، دراسة سلفية) 7 - مقالاته القيمة: الحاکمية والحرب الصليبية - ملامح المنهج السلفي في المواجهة مع التنصير -الحد بين الرأي والحرب - الحرب علي الشريعة -"طلب الاعتذار"بدعة نصرانية وضلالة سياسية - الشواهد النفسية علي شرک القبور - إبليس والصليب وغيرها من مقالات رائعة ماتعة ... اللهم إنا نشهد أنه کان من العلماء العاملين المبتلين الصابرين الثابتين ..". انتهي."

(2) قال الإمام ابن حزم رحمه الله:"واختلف الناس في الکفر والشرک، فقالت طائفة هي إسمان واقعان علي معنيين وإن کل شرک کفر وليس کل کفر شرکاً .. وهو قول أبي حنيفة وغيره .. وقال الآخرون، الکفر والشرک سواء، وکل کافر فهو مشرک وکل مشرک، فهو کافر، وهو قول الشافعي وغيره". {الفصل في الملل والأهواء والنحل 3/ 124} ، ورجح ابن حزم القول الأخير أي: (کل کافر فهو مشرک، وکل مشرک فهو کافر) . {الفصل 3/ 133} .