فهرس الكتاب
الصفحة 206 من 224

كتاب"نحن دعاة لا قضاة"، قام بلا شك بالرد على فكر الإحياء والبعث الذي قام به سيد قطب رحمه الله. من قرأ هذا الكتاب، يجد أن هذا الكتاب أُريد به الرد على سيد قطب رحمه الله بإحياء معالم التوحيد الحق الذي بَثَّه وخلطه في كتابه"في ظلال القرآن"وجمعه في كتابه"معالم في الطريق"..

للأسف"أبو الأعلى مودودي"ورثه أقزام، بعد ذلك الذين يسمّون بالجماعة الإسلامية في باكستان، جماعة دخلوا في الديمقراطية، وصاروا حزباً سياسياً و .. ، فلذلك لم تأخذ هذه الأفكار أبعادها الحق ..

معالم الفكر الارجائى في واقعنا، أولاً:"إسباغ الشريعة على الواقع". لأنه عند الفكر الإرجائي، مجرد وجود التصديق. هو الإيمان، أما بعد ذلك، الأعمال والممارسات، لا يضر بها إيمان الناس. إذن، - عند هذا الفكر -، الواقع، شرعي على عِظَمِ ما فيه منَ المناقضات للدين والمناقضات للشريعة، فإنّه لا يخرج أن يكون مؤمناً مسلماً!. فلذلك من أَهَمِّ معالم الفكر الإرجائي الحديث،"أنه يسبغ الشرعية على الواقع التعيس الكافر".

ثانياً: جماعات الفكر الإرجائى تُقَدِّمُ"الإسلام بلا تكاليف". إسلامٌ ليس فيه تكاليف! ..

فالناس يقبلون على هذا الإسلام الذي يدخلهم الجنة من غير تكاليف، من غير مشقة، لا فيه دِماء، ولا فيه إعلان البراءة، ولا فيه الحركة ولا فيه بغض الكفار والبراءة منهم، ولا فيه القتال والجهاد ولا فيه شيء ..

ثالثاً: الرد على الآخرين ونبذهم بوصف الخوارج. وسبّهم وشتمهم بأنهم خوارج ..

ولذلك، دائماً، هؤلاء المرجئة في العصر، صدورهم هي التي تتلقَّيا السِّهام مِن أهل الحق عن أهل الكفر. يعني هم الذين دائماً يقفون المُتَتَرِّس بهم الكفر! دائماً يضعهم الكفر ويحْضُر هؤلاء المشايخ وهذه التنظيمات وهذه الأفكار، لتكون سدَّاً أمام الفكر الحق في كشفهم وتَعْرِيتهم ..

ولذلك هؤلاء المرجئة في هذا العصر، .. ، نحن كما قلنا أنّ الخوارج ضُلّال، ونعتقد أنهم كلاب أهل النار، ولكن في الواقع، الواقع المعاصر يثبت أن المرجئة هم الخطر الأكبر على حركات البعث الإسلامى والإصلاح ..

الآن، يأتي واحد ويريد أن يصلِحَ؛ الآخر الشيخ يقول له: ماذا تصلح؟! الواقع صحيحة، ما الذي تريده؟! [1]

(1) سُئل د. محمود الزهار - وهو من أعيان جماعة"حماس"-، سئل عن تصريح نقلته علي لسانه مجلة"ديرشبيغل"الألمانية قال فيه:: «أنه يمکن لنا إقامة إمارة إسلامية في غزة لاحقاً» ، هل لازلتم علي موقفکم؟ فأجاب بما يدعو للعجب حقاً: «لسنا في حاجة لإمارة إسلامية، نحن نعيش في واقع إسلامي، والمجلة لم تنقل الصورة واضحة، وحرفت الأقوال، ونحن نعيش الإسلام منذ قرون، وليس هذا إنقلاب علي العلمانية لنقيم الإسلام، وحتّي المسيحين» . 1 ه. {مقابلة خاصة علي موقع"الجزيرة توک"6/ 11/2007} . نقلاً عن (حديث الإفک. للدکتور أکرم الحجازي) ص 119.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام