نأخذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول خصلة: أنها مسلمة.
الخصلة الثانية: أنها ليست من أهل البدع، بالشروط التي ذكرناها، الآن الطائفة المنصورة جامعة لِكلِّ خصال الحق التي في الفرق الأخري، .. فطائفة المنصورة، طائفة مسلمة، وليست فقط، ولكنها ناجية، بمعنى الميزات التي ذكرناها. عقيدتها، عقيدة أهل السنة والجماعة، ولكنها تميزت بخصال، والعلماء القدماء لما جاءوا لطائفة المنصورة، وجدنا عامَّتُهم قد اتفقوا على أنها"أهل الحديث".
لما تذهب أنت وترى تفسير الإمام أحمد رحمه الله، في معنى الطائفة المنصورة، يقول لك: هم أهل الحديث. [1] والإمام مسلم يقول: أهل الحديث، .. و علي بن مدينى يقول: هم أهل الحديث [2] ، والبخارى يقول: أهل العلم و .. ، فعامتهم إنما يفسرون الطائفة المنصورة بمَن؟ بأهل الحديث أو أهل العلم ..
فالآن نريد أن نرى مَن هم أهل الحديث؟ هذا هو السؤال: ما هو مقصود الأوائل بكلمة أهل الحديث؟ ما هو المقصود بها؟
بعض الناس ظن في هذا الزمان أنه من جلس وراء كرسية ومكتبة واشتغل بالحديث تصحيحاً وتضعيفاً، فهو مِن أهل الحديث، وهذا كلامٌ باطلٌ مردودٌ عليه، لأن هناك من إشتغل في الحديث النبوى صلى الله عليه وسلم وهو من أهل البدع، أي لا يستحق أن يكون من الفرقة الناجية وليس من أهل السنة والجماعة، فضلاً عن أن يكون من أهل الطائفة المنصورة. نضرب لكم من هذا القسم في عصرنا، امثلة: ذكرنا لكم أمثلة سابقاً، ومن أمثلتهم:"الغماريون"في المغرب، هؤلاء الغمارية من أئمة الحديث في عصرنا ومع ذلك هم من أهل البدع، يقولون بعبادة القبور، ويقولون بالتجهم، ينفون أسماء الله وصفاته وبعضهم يقولون بالجبر، وبعضهم يقول بعقيدة المعتزلة، كالشيخ عبدالله بن صديق الغماري، (وقد توفي) عقيدته عقيدة المعتزلة [3] ..
فأهل الحديث ليسوا هم المشتغلين بالحديث فحسب، إذن مقصود الأئمة، بأهل الحديث مَن هم؟ أي الذين هم على عقيدة أهل الحديث، وبهذا فسره من؟ فسره الإمام النووى رحمه الله، وكذلك أقر النووى تفسير القاضي عياض [4] ، والقاضي عياض لما فسر قول الإمام أحمد - بأن
(1) راجع (معرفة علوم الحديث) للحاکم النيشأبوري ص 2.
(2) راجع (شرف أصحاب الحديث) للخطيب البغدادي. ص 10.
(3) راجع (الجهاد والاجتهاد) للمؤلف - الشيخ أبي قتادة الفلسطيني - ص 56.
(4) راجع صحيح مسلم بشرح النووي ج 13/ص 67.