فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 224

الطائفة المنصورة، هم أصحاب الحديث - قال:"إنما أراد أحمد، أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث". [1]

إذن مقصود الأوائل، من أهل الحديث، الذين هم على عقيدة أهل الحديث، تمييزاً عن أهل الرأي المتوسعين في الرأي، وتمييزاً لهم عن القائلين بالبدع، كالخوارج وغيرهم وما شابه به ذلك. تمييزاً لهم عن أهل البدع، لأن أهل البدع رفعوا شعارات وعبارات أخرى التزموا بها، أو بأشخاص، وتقلَّدوا أقوالهم أو ما شابه ذلك ..

للذكر، نحن إخواني! حتّى لا نظن أن هناك تعارضٌ مأبين قوله صلى الله عليه وسلم في الطائفة المنصورة، وما بين قول أئمتنا القدماء بأنهم أهل الحديث، ذكرنا هذا التفصيل، وذكرنا وبينَّا ما المراد بأهل الحديث في كلامهم ..

الآن نرجع إلى صفات الطائفة المنصورة. ما هي صفات الطائفة المنصورة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

طبعاً صفات الطائفة المنصورة، وردت في أحاديث كثيرة، وتجتمعوا في الصفات التالية: الصفة الأولي: أنها عالمة، هذه الطائفة لابدّ أن تكون عالمة ..

ما معنى"العالمة"هنا؟ مرتبة العلم، ليست مرتبة واحدة، ولكن مراتب متفاوتة، ولكنها مع علمها، أنها على الحق، بمعني: هل ممكنٌ للطائفة المنصورة أن يكون في أفرادها من هو مقلِّد؟ نعم ممكن أن يكون فيهم مقلد، لكن هذه الطائفة، على الجملة ماذا؟ على الجملة - نتحدث على الجملة، ها! .. -، فمن دخل فيهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هم القومُ لا يشقيا بهم جليسُهُم) [2] .

كما أن جماعة المسلمين المنطوين تحت راية إمام ممكن، أدخلنا فيهم أهل البدع ومع ذلك سُمُّوا جماعة المسلمين. واضح إخواني؟ ..

فهذه، نقول أنها عالمة، بمعنى أنها تتقيد بالعلم، وتقول به، وتَحُثُّ عليه وتهتمُّ به وتدع إليه، وهكذا .. و من رجالها العلماء ..

لكن - للذكر إخواني! -، إن واقعنا يستدعى أن نضع إشارات وعلامات على بعض الكلمات .. نقول:

العلم في هذا الزمان، وأغلب الذين يتَسَمّون بالعلماء إنما اشتهروا عن طريق المناصب التي ينبغي أن تكون لأهل العلم - كما هو العادة الجاري في القرون الماضية - ولكنها صارت في هذا الزمان مناصب رسمية وحكومية، تُعطيا عن طريق قرار الدولة والقرار السياسية ..

بمعني: لو سئل رجل، مَن الآن، العالم في البلد الفلاني؟ لا يجد إلا وزير الأوقاف! ..

(1) المرجع السابق.

(2) حديث متفق عليه (بخاري 5929. باب فضل ذکر الله) . (ومسلم 4854 باب فضل مجالس الذکر) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام