ولذلك أنا أتوقع أن هذا الفكر الجهادي بهذه المفاهيم القائمة، الذي سيقضي عليها - لا قدر الله - ليس الكفر!، الكفر ضعيف جداً جداً أمام هذا الفكر - بفضل الله عزوجل -، لكن أخاف أن يقضَى عليه مِن قِبَل هؤلاء القوم، من قبل هؤلاء الضُّلّال!، .. عندنا - الآن - في بلاد االشام، مازال، لمّا يريدون أن يشتموا المرء، يقال له ماذا؟"وهابي"!"وهابي"!. والآن إخواننا المجاهدون الذين يتعلمون الدين في بلادهم، يسمون"خوارج"! جماعةٌ يسمونهم"التكفيريين"! وجماعة يسمونهم"جماعة التكفير"! تكفير! .. هؤلاء التكفيريون!! ..
وما الذي يراد بهذه الدعاوي والألقاب؟ فقط التنفير عن هذا الحق، تنفير عامة الناس عن هذا الفكر الحق!! ..
هذه المصائب والطامات، كلها آثار إنحراف الفكر العالم الإسلامي! وكما قلتُ، وأُعِيدُ وأُكرِّر: نخاف أن يقضَى على هذا المدِّ البسيط لهذا الفكر الجهادي، وإن كنتُ لا أرى هذا المد كبيراً - و للأسف -، أمام هذه التيارات الكبيرة من الإنحراف، .. نخاف عليكم! نخاف أن يقضَى عليكم من قِبَل المشايخ!، وأن يحرَّضوا من قِبَل الدولة،"خوارج"!"خوارج"!"خوارج"! .."التكفيريون"!"ضد الوحدة الوطنية"! - تارةً، وتارةً، - ضدالإسلام!، و"ضد السنة"!،"هؤلاء يكفِّرون العلماء"! وهؤلاء .. وهؤلاء .. وهؤلاء .. ، نفس التُّهم التي أُتُّهِم به أئمة الدعوة النجدية وكل الحركات التجديد في تاريخنا الإسلامي ..
نسأل الله العافية وحسن الختام ..
التأويل، يعَدُّ مانعاً من موانع التكفير، فما هو التأويل وما هي معانيه؟
التأويل لغةً مِن"آل الأمر"، وهو"التحوّل". (آل: أي تحوَّل وانتقل من حالةٍ إلى حالة. و"آل الأمر"تطلق على"الحسيات"و"المعنويات") . وما يهُمُّنا نحن في هذا الباب، هو"المعنويات"، وأما"الحسيات"ما لنا فيها، نحن لسنا فيزيائيين لنتكلم عن إنتقال الأمر من حالة حسية إلى أخري ..
الآن نريد التكلم في إنتقال المعنويات، كيف تنتقل المعاني؟
كل شيءٍ في الدنيا، له ثلاث وجودات، وبعض العلماء قال له"أربع وجودات":
الوجود الأول: هو الوجود الحقيقي له، وهو عينه. وهو الخلق.
(1) راجع مجموع الفتاوي لابن تيمية (13/ 270 - 314) .