فهرس الكتاب
الصفحة 110 من 224

أولاً: عقيدة الأشاعرة في القرآن الكريم:

نحن - أهل السنة -، ماهو القرآن؟ القرآن عندنا كلام الله .. ماذا يعني كلام الله؟ الكلام في لغة العرب هو"اللفظ والمعنى"، الكلام: لفظ مفيد. إذن عندما نقول هو"الكلام"يساوي"المعنى زائد اللفظ". ثانياً: أن الكلام عندنا، صفة الكلام، القدرة على الكلام صفة أزلية، لكن إذا حدث الكلام، - عندنا - يحدث الكلام متى شاء الرب سبحانه وتعالي.

إذن الكلام عندنا صفة ذاتية أم صفة فعل؟ صفة فعل؟ [1] أي أنه إذا شاء الرب يتكلم، وإذا لم يشأ لم يتكلم، (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربه) الأعراف 143.

متى حصل الكلام الإلهي؟ إذا ما جاء موسي. قبل ذلك لم يقل له"يا موسى"و إنما قال له"ياموسى"، حين شاءت - أرادته أن يقول -، أما قبل ذلك لم يقل له"يا موسى". إذن ثانياً: الكلام عندنا صفة فعل. ثالثاً: الكلام، الذي نطق ..

بدا لنا أن الكلام هو اللفظ، واللفظ هو الحروف، إذن كلام الله عندنا ماذا؟ حروف، والقرآن حروف، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (من قرا حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) . [2]

و كتاب الله هو كلام الله، إذن كلام الله ماذا؟ حروف ..

لما نقول:"الكلام، صفة فعل"، هل يعني أن كلام الله أزلي؟ يعني القرآن أزلي؟ ليس أزلي. العلم هو الأزلي، ولكن هو متعلقة بالإرادة والإرادة عندنا حادثة - حادثة ليست بمعنى مخلوقة ولكن بمعنى أن لها أولاً - ..

إذن هذا مجمل ما عندنا بالنسبة إلى حقانية النظر إلى القرآن عند أهل السنة والجماعة ..

القرآن عند المعتزلة حروف، مخلوق. والقرآن عندهم معنى ولفظ، مخلوق. وليس هو صفة لله، ولكن هو مخلوق لله عزوجل.

الأشاعرة يقولون:"القرآن (كلام الله) عندهم: أولاً: هو"المعنى"فقط."

كلام الله عند الأشاعرة ليس هو اللفظ ولكن هو المعني. - عندهم - حروف القرآن الذي نقرأه ليس هو كلام الله، ولكن المعني، هو من الله. والحرف ممَّن؟ إختلف الأشاعرة .. ، عندهم خلاف في هذا الموضوع، هناك ثلاثة أقوال عند الأشاعرة كما ذكره البيجوري:

(1) وقد تکون الصفة، ذاتية فعلية بإعتبارين، کالکلام، فإنه بإعتبار أصله صفة ذاتية، لأن الله تعالي لم يزل ولا يزال متکلماً، وباعتبار آحاد الکلام صفة فعلية، لأن الکلام يتعلق بمشيئته متي شاء بما شاء. {القواعد المثلي في صفات الله وأسمائه الحسني. للشيخ ابن عثيمين ص 25} ونستطيع أن نقول:"صفة الکلام لله تعالي، قديم النوع وحادث الآحاد".

(2) أخرجه الترمذي (2910) وقال: حسن صحيح غريب .. وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (6469)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام