فهرس الكتاب
الصفحة 105 من 224

فلذلك، هذا صدور بعض الأفكار والألفاظ التي لا تُقبل لدى العوام، عداوة على علماء المسلمين. فجعل الناس ينفرون منهم ..

هناك أسباب كثيرة، وبلا شك أن فتنة خلق القرآن، كانت سبباً للقضاء على المعتزلة، بحيث الناس لما رأوا هذا الرجل الصابر الصادق، الإمام أحمد رحمه الله، الذي سُمَّي بـ"الصديق الثاني"لأنه منع ردة المسلمين، الردة الثانية، كما منع أبوبكر رضي الله عنه، ردة الأولي. الناس لما رأوا صبره وصدقه، أحبوه، وجعل الله تعالى محبته في قلوب الناس، فجعل الناس ينفرون من المعتزلة ..

هذا بعض الأسباب التي جعلت فكر المعتزلة يهزم أمام فكر أهل السنة والجماعة .. وبهذا التوضيح، نُنهي تكوين فكرة عامة عن الإعتزال قديماً وحديثاً وعن صُوَره وعن حالاته.

جزاكم الله خيراً ..

الآن سنتكلم عن الأشاعرة ..

"الأشاعرة"، نسبةً لأبي الحسن الأشعري، ينتهي نَسَبُه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، المتوفي سنة (324 ه) وقيل غير ذلك .. لكن هذا الأشهر وهو الذي عليه بعض أهل التاريخ مثل إبن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (11/ 231) .

بحثنا عن الأشاعرة يتعلق بعدة أمورٍ، إبتداءً سنتكلم أولاً عن شخص الأشعري أبي الحسن .. من هو هذا الشخص؟ وما هو حاله، وما هي المراتب الفكرِية التي مر بها؟

أبوالحسن الأشعري نشأ معتزلياً إلى أن بلغ الأربعين من عمره، لأنه كان في حجر رجلٍ معتزلى كبير شهير، اسمه"أبو علي الجبائى"لأن أبا علي الجبائي، كان زوج أمه، فربَّاه على عقيدة الإعتزال. كان أبو على الجبائي، إذا كتب، قوياً في كتابته، لكن في خطابته، لم يكن قوياً، فأبوالحسن الأشعري كان خطيباً، فكان يعمل أبو علي الجبائي أن يسُدَّ أبوالحسن الأشعري لهذا النقص الموجود عند المعتزلة .. نشأ إلى الأربعين. فكان معتزلياً. وعلى فكر المعتزلة، بعد أن بلغ الأربعين، أبوالحسن الأشعري طرأتت عليه أسباب التحول عن الإعتزال، فتحول عن الإعتزال .. ونتكلم على هذا التحول بنقاط:"النقطة الأولي: أسباب التحول: لماذا تحول أبو الحسن الأشعري من الإعتزال؟ لأسباب كثيرة، مذكورة في كتب التاريخ .."

السبب الأول: قال أو ذكر كثير من المورخين وطبقات الشافعية، الذين ترجموا لأبي الحسن، أن سبب توبة أبي الحسن من الإعتزال إلى أن صار - كما زعموا - سنياً، أن رأيا رؤيا، أنه في المنام جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إلى متى يا ابا الحسن، تعادي سنتي؟ إلى متي؟ فيقال أن هذه الرؤيا، أثرت فيه فاعتزل بعد ذلك أربعين يوماً في بيته يتفكر في الأمر، ثم خرج بعد أربعين يوم من إعتكافه في بيته، وخرج إلى المسجد ووقف على المنبر وقال:"من كان يعرفني فهو يعرفني، ومن كان لا يعرفني فأنا أبوالحسن الأشعري،"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام